آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


الجنرال الذي أقنع الجميع

الإثنين - 06 مارس 2023 - الساعة 05:30 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش
- ارشيف الكاتب


من الصعب أن تصل إلى أعلى المناصب ولكن الأكثر صعوبة أن تُقنع الكل أنك الأجدر والأنسب والأمثل لهذا المنصب، وبالذات في هذا التوقيت الصعب والمحير والمتقلب الذي ذبل وتلاشى فيه الكثير من المسؤوليين، وهذا ما أثبته لنا وزير الدفاع الفريق الركن/ محسن الداعري الذي، يوماً بعد يوم، يُبهر الكل بخطى أقدامه الوطنية المتشربة بالوفاء والهمة، المفعمة بروح النضال في أسخن الجبهات المواجهة للمليشيات الحوثية الإرهابية  . 
فمن يتجرأ أن يخفي قناعاته بك أيهُ الوزير، وأنت أستطعت أن تُقنع وتجعل مجلس الرئاسة يوافق وبإجماع على إختيارك كوزير دفاع في ظل هذه الظروف العصية والصعبة  . 
كيف لم تُقنع وتُبهر الكل ! وأنت الذي أستطعت بإنجازاتك العملية الوطنية أن تُقنع أهم فئة في المجتمع، وهي فئة الإعلاميين الذين جعلت أحبارهم تفيض لترسم لك أجمل لوحة وطنية وإنسانية عبرت عن زيارتك المثالية والإولى من نوعها، وفي التوقيت المناسب، لجبهة ثرة القابعة على الخطوط الحمراء الساخنة والمواجهة لضبع الإيراني الحوثي . هذه الجبهة التي لم يصلها أي وزير دفاع قبلك منذ إنطلاق عاصفة الحزم، حيث أن زيارتك هذه مثلت ليس فقط بث ورفع الروح المعنوية للمرابطين فيها من جنودنا البواسل وأبناء المنطقة وأبناء الوطن، بل أيضاً مثلت الصاعق الذي هز مضاجع المليشيات الحوثية، برسالة كابوسية مفادها أننا سنحرر أراضينا ولن نستغني حتى عن شبر وأحد، بل وأننا سنعيد كل أطراف جسد وطننا الحبيب مهما أعترض عن ذلك المخرج وكاتب السيناريو  .
كيف لا أقتنع بك شخصياً وكذلك قلمي، وأنا رأيت في لقاء جمعنا بك مالم أراه في لقاءات أخرى جمعتنا مع وزراء ومحافظين ومسؤوليين أخرين، حيث أنك تتميز عنهم بأشياء كثيرة، من ضمنها أنك تُقابل مدراء دوائر وقادات ألوية ...  إلخ، إلا وأنت ليس فقط تعلم بمعلومات دقيقة عن كل مايريد أي قائد او مدير يناقشة معك، بل تكون على علم بكل المشاكل والإحتياجات لكل لواء ودائرة، بل أيضاً تكون متسلح بالحلول العملية لهذه المشاكل والإحتياجات، وهذا إن دل فإنما يدل على أنك القائد الذي لا تنام عينه عن رعيته التواقة والمحتاجة له، وبذلك أصبحت الشخصية النادرة في هذا التوقيت الصعب والتي أصبح لها وجود بعد أن يئسنا أن يكون لها وجود بيننا   .
وما بروز صورة قناعاتنا بك وماضاف رونق جميل على هذه القناعات، هو ليس فقط أنك تقابل، دون إستثناء، جميع الفصائل بجميع مسمياتها، بل أيضاً أنك لا تقتنع بسماع طرف دون الإستماع للطرف الأخر لأي موضوع، لتجعل نزولك على أرض الواقع هي المطرقة التي يتسلح بها القاضي ليحكم بالحق ويزهق الباطل، ليميز  بين الهواة والمحترفين من رعيته، وليفرق بين القادة ومدراء الدوائر العمليين المثاليين الذين بنوا وأنشؤوا وزينوا دوائرهم وألويتهم، وبين من جعل الدائرة ومكاتبها وأختامها قابعة في حقيبة يد حالة كحال البائع المتجول   .

كيف لم تُقعنا واليوم أثبتت لنا خبرتك العالية مدى فقهك العسكري الذي يعلم أن الجاهزية القتالية لن تستفيق إلا بالجاهزية الفنية، وهذا ما أستطعت أن تظهره لنا حين أفتتحت اليوم الدورة التي عقدتها دائرة التأمين الفني تحت شعار ( لا جاهزية قتالية بدون جاهزية فنية )، علماً أن هذا الإنجاز يمثل إحد ثمارك الفعالة والمثمرة التي جنيتها في فترة وجيزة، والتي لم يتجراء سابقيك على القيام بها لأنهم لا يفقهوا السلك العسكري مثلك  .

وفي نهاية مقالي المتواضع أهديك أعظم تحية ممزوجة بالمحبة الأخوية من أبناء محافظة أبين عامة، ومن أبناء آل عوذلة خاصة لزيارتك لجبهة ثرة والتي بعثت التفائل لعودة الأبن الضال  ( مكيراس )  إلى أحضان أبين الأبية  ....