آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-12:20م

رحيل السلال وبقاء السلاليون

الإثنين - 06 مارس 2023 - الساعة 01:38 ص

د. لمياء الكندي
بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


 

إن الحديث عن الزعيم الوطني المشير عبدالله السلال يحمل من الدلالات التاريخية الكثير كونه القائد الاعلى للثورة واول رئيس جمهوري لليمن فكانت رئاسه للجمهورية هي اول محاولة ناجحة لاسترداد اليمنيين لحكم انفسهم منذ قرون طويلة.

غير ثوار سبتمبر نظام الحكم وغيروا الحاكم وشروط الحكم وغيروا مجرى حركة التاريخ لليمنيين ككل.

لم تكن السنوات السبع الاولى من عمر الثورة بمأمن عن محاولات الرجعية الإمامية استعادة الحكم وكان موقفها واضح وعبر عن نفسه بحرب عرفت بحرب الجمهوريين ضد الملكية.

كانت قيادة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العسكرية ممثلة بالمشير عبدالله السلال تخوض في الوقت ذاته حربين حرب ضد الرجعية الإمامية، وحرب ضد الرجعية الجمهورية.

لم يتمكن الفريق المعارض للسلال تحت حجة المطالبة بوقف التدخل المصري في اليمن بمنأى عن الرجعية التي تجذرت في نفوس مجموعة كبيرة منهم كسلوك وعقيدة تؤهلهم ليكونوا حاضنة مجددة للسلالية الامامية تحت شعار المصالحة الوطنية.

تخلى جزء كبير من قادة الثورة المدنيين الفقهاء والقضاة والمثقفين والمشايخ على شعار الجمهورية او الموت وتم بحث تصور اخر للوضع في اليمن مهد لانقلاب الخامس من نوفمبر ١٩٦٧م، الذي اطاح بحكم المشير السلال وفتح الطريق نحو مصالحة وطنية مع قوى الرجعية والكهنوت.

وصلت قيادة حركة الخامس من نوفمبر الى قناعة استحالة التوافق مع شركاء الثورة وقيادة الثورة والجمهورية وتخلى ثوار الحركة على قيادة ثورة سبتمبر ووصلوا معها الى طريق مسدود.

بينما كان طريقم مفتوحا نحو الاماميين الجدد واستوعبوا امكانية مشاركتهم في الحكم وكان هذا التصور او هذه السياسة هي التي اعادت انتاج الإمامة لنفسها وسط البيئة الجمهورية التي تعكرت بالفعل بمثل هكذا توجه.

بعد سبع سنوات من الثورة والتضحية والحرب والصمود وجد جمهوريوا السلال وعساكر الثورة ورجالاتها انفسهم خارج معادلة الحكم وتم استثنائهم بشكل كلي.

فظهرت قطيعة شاملة بين نظام خمسة نوفمبر وقيادة ثورة سبتمبر العسكرية كل ذلك مهد بالفعل لتقارب وحوار وانفتاح رجعيي الجمهورية مع رجعيي الإمامة فعاودت الإمامة انتاج نفسها بصيغة جديدة ضمنتها اتفاق المصالحة ١٩٦٧.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ماذا لو تصالحت قيادة حركة الخامس من نوفمبر مع السلال وسعت الى ايجاد تفاهمات توحد الصف الجمهوري واستبعدوا مبدأ المصالحة مع الملكيين الم يكن ذلك الانفتاح والتصالح اولى من الانقلاب وذو تأثير عظيم على امن الدولة والجمهورية؟

ولماذا اوجدت قيادة الحركة القطيعة الكامله بينها وبين رجالات سبتمبر المعارضة لهم  فيما مدت يدها للمصالحة مع الملكيبن ودعوا الى تجاوز مرحلة الصراع؟

ايهما اكثر ضررا على اليمن في تلك الفترة السلال والدعم المصري لليمن؟ ام الملكية الضاربة في اهانة اليمنيين وسلبهم حريتهم وكرامتهم وارواحهم.

ايهما اكثر اضرارا واكثر نفعا  للشعب والدولة السلال وجماعته ام الرجعية وزنابيلها.

وايهما كان الأولى الحفاظ على وحدة الصف الجمهوري ام الحفاظ على وحدة الصف الوطني الذي تمت ترجمته الى مصالحه مع اكثر القيادات السلالية عداء لليمن والثورة والجمهورية والقبول بها كجزء من العملية السياسية الحاكمة.

باختصار لقد تم ترحيل السلال مقابل بقاء السلالية تنخر في عظم الدولة التي احتضنت كبار الكهنة من بيت الشامي والتوكل والامير وشرف الدين والمؤيدي والعماد والحوثي وغيرهم كثير من الاسر الكهنوتية التي كانت ولا زالت تمارس دورها في اضعاف اليمن وحكمه وكما قال الكاهن احمد بن محمد الشامي

قل لفيصل والقصور العوالي
إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة والحكم يوما
بثياب النبي أو ثوب ماركس