آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:11ص

موقف المجلس النرويجي من تحديات البلد السعيد.

الجمعة - 03 مارس 2023 - الساعة 09:50 ص

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي
- ارشيف الكاتب



منصور الصبيحي

بقدر ما شدّني موقف المجلس النرويحي للاجئين من التصريح الذي أدلى به عشية الاعلان عن المبالغ المقدمة للأستجابة الطارئة من الدول المانحة لليمن، بقدر احزنني واحبطني كثيرًا ليس لأن المبلغ لا يمثل الحد الأدنى من المستهدف؛ ولكن لما يحمله من رسالة ومن دلالات إزاءنا جنوبًا وشمال ومافدها" بأن العالم بدأ يمل ويضيق بنا ذرعًا وقد وجدنا شعبًا ليس بالقدر الذي يحترم فيه نفسه.

وبوقع التحديات التي نعاني منها اليوم وما ترتّب عليها من ممارسات وسياسات خاطئة كان القتل والتصفيات والانقلابات عنوانها الأبرز على مختلف مراحل ثورتي اكتوبر وسبتمبر إلى أن تكللت الوحدة عام 90 بالنجاح ليبقى الوضع كما ما هو. هو فلم يكن في مناطق متفرّقة بالقدر الكافي الذي يعيد بناء الإنسان وتنميته اقتصاديًا وسياسيًا وجتماعيًا، ومن نتائجه ما نحن فيه اليوم من خرابًا وهدمًا وسكبًا للدماء وتكديسًا للأشلاء.

اعطني رئيس يمني سوى في الجنوب او في الشمال لم يصعد بالدم وينزل بالدم؟ فأنا إلى إلآن اكاد لا أفهم من أين تبدأ الحكاية! إلا من جملة واحدة وكما يقال: من سهل الهون عليه يهانا" وإذ نستقبل العذاب دفعة بدفعة متكففين على موائد الكرام واللأم.

يحزُ في نفس كل غيور وشريف وهو يستمع لتلك المقدمات من عبارات الدعاية الاستعطاف المنمقة وتحكي عن ثمة سبع عشر مليون إنسان مهدد بالمجاعة والموت جوعًا جراء نقص إمداد الغذاء والمساعدات الإنسانية، وقد يسأل نفسه إلى اي منزلق انزلقنا؟ وأي ذرة حياء بقيت فينا نحملها ونحن نشاهد ونسمع دواليك على كل سنة تمر من دول رؤساء وزراءنا يناشدون المانحين بما بقي لديهم من ضمير للأسرع وتقديم يد العون والمساعدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟.

فثمان سنين وشرعية الاحزاب ترغي ليل نهار بضرورة استعادة صنعاء من خاطفيها وما يوم تمر إلا وندفع مقابل هذه الإستعادة إلى المقابر بعشرات القتلى، وقد اندمجت معها معشر شرعية الانتقالي وقدّمت مطلب صنعاء على مطلب عدن لترم العودة بعودتين فلا عادت صنعاء ولا عادت عدن.

ما يقارب ثلاثمئة الف قتيل يمني على تقدير آخر إحصائية معترف بها ناهيك عن المصابين والمفقودين والذي هم يمثلوا ضعف هذا العدد مرتين فهؤلاء سوء ما اقترفته أيدي اليمنين بحق أنفسهم وما كسبوه بصفة عامة من الحوثين ومن عاصفة الحزم.

ومستقبل فقدناه..وهاكم بجيل يستفتح بالضياع طريقه.. وأخر ما ينبش ويجرّف من تراث مادٍ مهولٍ ومتابعًا طريقه لخارج حدود البلد، فذلك ماضٍ سُرق بالجملة والبتفاريق وللغير وهبناه بلا مقابل، فما أبقى لنا الحاضر سوى مفاهيم مجردة لما نصفها مرة باليمن السعيد ومرة ببلد الإيمان والحكمة، وأين هو الإيمان والحكمة وأين هي السعادة عما يجري ياهذا؟!.