آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-01:20م

خطر اليمننة وخطر الإنقسام

الجمعة - 03 مارس 2023 - الساعة 03:12 ص

أحمد قليم
بقلم: أحمد قليم
- ارشيف الكاتب


إن خطر اليمننة مؤقت سينتهي بانتهاء أسبابه وقيام الدولة الجنوبية ،ولكن خطر الإنقسام الداخلي هو (تلغيم المستقبل) سيظل ينخرنا حتى بعد قيام الدولة المنشودة إلى أن يقضي على المنجزات،
وإذا بُنيت أسس الدولة القادمة على أرضية مشبعة بالانقسام، جزء كُبت بالحرمان، والآخر استُضعف وظلم ،فإنها ستتشقق من الساس إلى الرأس مستقبلاً،
وتكون نهايتها قد كتبت عند تأسيسها على قوائم رخوة متآكلة ،

ان إهمال بعض أو جزء من القوى السياسية الجنوبية، إقصاء الشباب وإهمال إشراكهم في صنع مستقبل دولتهم ، حرمان المواطن من المشاركة الحقيقية، والانفراد بالقرار من قبل أقلية (مهما كانت) جميعها أسباب تؤدي إلى تفخيخ المستقبل وهي الخطر الحقيقي القادم الذي يهدد المجتمع أو أي دولة جنوبية قادمة.

نعلم جميعاً أن القضية الجنوبية هي 'قضية حرية وحق تقرير المصير" وإذا سُلِبت منا حريتنا باقصائنا لأي حجة كانت، وحُرِمنا من حقنا بالمشاركة في تقرير مصيرنا وتم اختزال القضية الجنوبية بمكون واحد فقط فهذا يعني أن القضية تحققت لطرف واحد واقلية واحدة فقط وهي التي احتكرت امتيازات القضية الجنوبية وحرمت غيرها منها  ومن هنا نستنتج أن القضية الجنوبية ما عادت قضية جنوبية للشعب بل أصبحت قضية فئوية، وهذا خطر مهلك إذا لم يتم تداركه ،

انتهت الدولة الجنوبية السابقة لأنها بُنيت على الإنقسام والفرقة والاقصاء من بدايتها منذ إندلاع الصراع بين الجبهتين، وإستمرت سلسلة انقسام المقسم إلى أن أنهت الانقسامات الدولة، وذلك لسبب بديهي انه لا يمكن بناء أي دولة على أساس إقصاء الآخر والانفراد بالسلطة من قبل طرف مهما كانت قوته، وإن تأسست من قبل طرف واحد مسيطر فإنه محكوما عليها بالانهيار فسرعان ما تصبح ركام ،
ولو كانت بُنيت على أسس ديمقراطية قائمة على الائتلاف والشراكة الحقيقة التي تستثمر التباينات لتحقيق التكامل بين الجبهتين ربما كانت تلك التفاهمات أنتجت معطيات تغير الوضع بشكل لا يؤدي بنا إلى فخ الوحدة وعندها ربما لما كنا هنا اليوم، ومن هنا لابد من أخذ العبرة من تاريخنا لنضمن عدم تكرار الخطأ
"فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين"