كتب / فايد دحان
كل من دفع الثمن يحق له المشاركة في تقرير مصير اي قضية دون معزل عن الآخر لأن الشعب وحده من يدفع ثمن ذلك غاليا ولو على حساب رغباته و يقينه الداخلي، عن الوحدة و الانفصال اتحدث هنا.
الوحدة اليمنية شأن شعبي بين الشمال و الجنوب لم يتضرر منها طرف دون سواه، كما هي لم ينتفع منها طرف دون آخر.
و لأن المواطن في الشمال ناله ما ناله منها المواطن في الجنوب، فأعتقد أن تقرير مصيرها أصبح أمر مشترك، اما يرضى كل الأطراف بمحاسنها و مساوئها او يرفض الجميع مساوئها ومحاسنها.
الساسة اثبتوا فشلهم و وحده الشعب من تلقى نتائج الوحدة سلبا و ايجابا، كانت التقارير المالية سنويا تفيد بأن ما يصعد من عدن الى البنك المركزي 8 مليار ريال تقريبا و ما ينزل من البنك المركزي الى عدن 13 مليار ريال سنويا.
المحافظات في الشمال لم تحظى بـ 5 بالمائة من التنمية مما نالته محافظات الجنوب، العملة تدهورت بفعل وحدة عاطفية في الشمال قبل الجنوب.
الوظيفة العامة تم الاستحواذ عليها شمالا من قبل منطقة بعينها بينما 80 بالمائة من الشمال عاش ما عاشه المواطن في الجنوب من تهميش و استبعاد.
اخطأ النظامان في الشمال والجنوب و رضي الشعب بهذا الخطأ لأجل خاطر وحدة الانسان، تحمل الشعب في الشمال كل الاستفزازات التي كانت تفرض أن ينال منها المسؤول وليس المواطن.
المواطن بعيد عن الساسة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا متناغم ويعيش وحدة ارض و عرض و يرى أن العدو الذي نال من الكل هم مرتزقة إيران، مليشيات الحوثي أحفاد الإمامة الكهنوتية في عصرنا الحديث هم العدو الأزلي، فأي استغلال لكارثة الحوثي بشكل خاطئ هو اعلان ضمني مع مشاريع عملاء إيران التمزيقي لوطن توحد و شعب تحمل المعاناة لأجل ذلك وهو ما يتعارض مع وحدة الشعوب العربية في مواجهة خطر المشروع الفارسي، و هو يثبت ضمنا أن الطرف الذي يستغل ضعف أي طرف لضرب انجاز الشعب هو تحقيق لأهداف الضاحية الجنوبية في خاصرة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
و اذا ما جانبني الصواب فإني أرى أن تقرير المصير هو شأن المواطن الذي دفع ثمن ذلك شمالا وجنوبا، وهو كذلك شأن عربيا يهدف الى عدم السماح لأي مشاريع تفتتيه تهدف إليها إيران في الجزيرة العربية و الشرق الأوسط او حتى الوطن العربي الكبير.
لذا في ظل هذه التعقيدات فإن الحديث عن حل قضية غير القضية اليمنية الجامعة في هذه الاثناء هو يخدم أعداء اليمن شمالا و وجنوبا، شرقا و غربا و لا حل الا بالقضاء على الحوثي اولا، ثم الحديث عن خارطة طريق تضمن لكل المواطنين حقهم في تقرير المصير، و من يحاول فرض رأيه بالقوة هو يخشى الديمقراطية التي تضمن للمواطن حقه في تحديد مسار حياته و يعلن فشله في استيعاب احلام الشعوب بعيدا عن مزايدات السياسيين.
في نهاية المطاف مهما كانت النتائج الا ان وحدة الشعب لا يمكن تجاوزها او إلغاء تلك الألفة التي تحمل جينات ضاربة في عمق التاريخ من عهد حضارات سبأ وحمير و ممالك أوسان و مخالف اليمن و دولها عبر التاريخ.