آخر تحديث :

من هو الأكاديمي؟

الإثنين - 27 فبراير 2023 - الساعة 12:00 ص

د. عارف الكلدي
بقلم: د. عارف الكلدي
- ارشيف الكاتب


كلمة أكاديمي تعني صفة لإنسان يقوم بثلاث مهام: 
الأولى: التدريس في الجامعات.
الثانية: البحث العلمي.
الثالثة: توعية المجتمع

ويشترط فيه شرط أساسي لا يعد أكاديميا إلا بتوفره، وهو التفكير الناقد الموضوعي،  ومعناه باختصار قدرته على اكتشاف المشكلات وأوجه القصور، وعلى تقديم مقترحات لحلها، سواء عندما يدرّس طلابه، أو عندما يكتب أبحاثه، أو عندما يخاطب المجتمع.

ولهذا السبب فإن موقع الأكاديمي الحقيقي في الدول والمجتمعات التي تحترم نفسها يكون في وظائف السلطة العليا الموجِّهة للدولة والحكومة والمجتمع ، ولقبه العلمي أهم من مناصب السلطة العليا التنفيذية، وأما مركزه في هيكل الخدمة المدنية فإن الأستاذ في مرتبة رئيس الوزراء، والأستاذ المشارك في مرتبة نائب رئيس الوزراء، والأستاذ المساعد في مرتبة الوزير.

طبعا ... الحديث عن الأصل الذي لا يتقدم المجتمع والدولة إلا به، وأما عن واقع بلادنا فللأسف الشديد وبكل أسى وحسرة نقول إنه لا يتسم بالصفات الاكاديمية من الأكاديميين في جامعاتنا الحكومية إلا القلة، وهؤلاء القلة صاروا غرباء في مؤسساتهم الأكاديمية، منهم من قد مات كمدا، ومنهم من ينتظر، ومنهم (للأسف) من صاروا موظفين خدميين عند المحسوبيات التي تسيطر على العمل الأكاديمي، ومنهم من استطاع مغادرة وطنه بصعوبة وحسرة.

ومعنى كونهم قلة أن  الكثير من المنتسبين للأكاديمية عُيِّنوا في وظائف أكاديمية بالمحسوبيات السياسية والاجتماعية والجغرافية، ولا يعرفون عن الأكاديمية إلا أنها كرتون شهادة بها يتحصل على منصب في الدولة والمؤسسة الأكاديمية وما يتبعه من مال ومركز اجتماعي.

لو أنهم اكتفوا بالتطفل على الأكاديمية لهان الأمر ولكنهم دخلوا لتعينهم المحسوبيات قادة للعمل الأكاديمي، ومنهم تُنتخب النقابات التي تطالب بحقوق الأكاديميين، ولك أن تتصور المأساة.

هذا جواب إجمالي عن تساؤل أحد المذيعين عن الأكاديميين ودورهم في هذه الظروف التي ينهار بها وطنهم، وجواب إجمالي عن تفسير الانحدار المخيف الذي سجلته بعض الجامعات الحكومية في تصنيف جودة التعليم، وجواب إجمالي عن الحيرة التي أصابت الأكاديميين عن وضعهم المأساوي الذي أدّى ببعضهم إلى إحراق الشهادة.