آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:52ص

قمة الابداع والتميز

الأحد - 26 فبراير 2023 - الساعة 08:54 م

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب


  سأكتب والامل يحدوني وكلي فخر واعتزاز وانا احضر حفل اشهار كتاب المبدعة والمميزة الغالية الأستاذة سعاد عقلان العلس زميلة الدراسة والنضال 
    سطرت نضال المرأة الجنوبية في فترة الكفاح المسلح حيث يعتبر كتابها بادرة اولية وباكورة إنتاجها بعد أن ظل نضال المرأة الجنوبية مغيبا تماما بالرغم من ما قدمته المرأة الجنوبية في هذه المرحلة حيث سيصبح كتابها مرجعا يؤرخ لنضال المرأة عبر محطات نضالية أبحرت في عمق الأحداث بالرغم من العواصف لتصل إلى ما جادت به قريحتها من حصر وتحليل وتدقيق ورصد لسيرالاحداث في تلك الحقبة والجيد أنها كانت جزء من هذا النضال ومساهمة إيجابية فيه وهي لازالت في عمر الزهور وسطرت نضال المرأة الجنوبية التي حفرت الصخر وعبدت الطريق لأجيال المستقبل
       ومما يثلج صدورنا هو كيف تمكنت من تشخصيص نضال المرأة وعطائها بما يتناسب وطبيعة النضال في تلك المرحلة التي كانت تمثل نوعا من التحدي والمغامرة غيرالمسبوقة في ذلك الزمن 
          كوجهة نظر شخصية فإنني اعتبر كتاب الغالية سعاد العلس مرجعا وحيدا في مجال نضال المرأة بما احتواه من مادة تحليلية لمحطات نضال المرأة بالرغم من العراقيل التي  واجهتها في مسيرة النضال 
          القاريء لكتاب المبدعة والمتميزة الغالية سعاد يجعلك تشعر بعمق معايشتها لتلك الحقبة التي شاركت فيها المراة الجنوبية بدورها البطولي المميز 
            أعتقد أن هذا النضال يعتبر فاتحة لاستمرار نضال المرأة لاجل انتزاع حقها في المشاركة في عملية صنع القرار السياسي وفرض وجودها كقوة مؤثرة في عملية صنع القرار لأن قضية المرأة لا تتم بمعزل عن قضايا المجتمع المحلي فهي جزء منه فالنهوض بالمرأة لن يتحقق والدفع بها إلى موقع صنع القرار  الاعبر مشروع تنموي وطني متكامل لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية 
    الاخت سعاد مثقفة واعية مؤمنة بالعدل متسلحة برؤية ثاقبة وعزيمة ثابتة لا تعترف بشرعية غير الحقوق مهما اختلت موازين القوى وظلت على يقينها 
   بحتمية زوال الظلم عبر التمسك بالحلم الانساني  المشروع وتفانت واغدقت في العطاء الوطني واستمرت في نضالها مع رفيقاتها لرفع الظلم عن المراةالني لازالت تعاني من التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي الذي لا يزال عائقا أمام مشاركتها رسميا في عملية صنع القرار بالرغم من أن النساء شريكات فاعلات في العمل الوطني والسياسي والاجتماعي إلا أنهن مغيبات تماما عن مركز صنع القرار
         كلنا ندرك جيدا أن عملية تمكين المرأة في عملية صنع القرار يتطلب تغيير الثقافة المجتمعية وبناء الوعي المجتمعي المطلوب وخلق رأي عام داعم الى جانب سن القوانين وإقرار السياسات وتكاثف جهود التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع المحلي والمؤسسات الحقوقية المعنية بشؤون النساء
         أننا نعلم جيدا بأن الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها لم تول النساء الأهتمام ولم يرق حضورها إلى مستوى دورها ونضالها الوطني والسياسي والأجتماعي لأن الفكر الذكوري والثقافة المجتمعية والموروث الاجتماعي المتراكم على مدى سنين لا يولي مساهمة المرأة الاهتمام المطلوب فالهيئات القيادية أغلبها من الذكور وفقا المرجعيات والتداخلات 
وهذه مسؤولية الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات في تكريس وفرض وجود المرأة في هيئاتها العليا وايضا ضرورة تعزيز الحضور الثقافي والسياسي بشكل فعلي وقوي وتمكين النساء من الوصول إلى مراكز صنع القرار والعمل على دعمهن والدفع بهن إلى معمعة النضال
        والله ولي التوفيق