آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:09م

السباحة ضد التيار

السبت - 18 فبراير 2023 - الساعة 08:43 م

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


أحب كل الكتابات المتمردة على ثقافة القطيع وإن أخطأت، يكفي أنها تشعرني انها حقيقية وليست مجرد نسخ لصق، وورود بلاستيكية.
.
كنت دوماً أهرب من صحف السلطة رغم رخصها وأكتفي منها بمتابعة أخبار الرياضة وأقتني صحف المعارضة رغم ثمنها المرتفع قليلاً بالنسبة لي كطالب..

كانت كل سطور الصحف السلطوية  تبدو لي مثل قصة مملة محددة البدايات والنهايات، بل مثل عجوز سئم الحياة فصار يوزع الحكمة على الطرقات والحكمة تسمل عين الرغبة في الحياة تفقأها وأنا أريد أن أبصر وأن أنعتق من أثقال الطين لصالح روح الله المنفوخة داخلها. 
 

وكانت أيضاً تبدو لي مثل أنثى باردة الشعور أمام رجل تصطخب أوردته بفحيح الأفاعي ويريد أن يشتعل وينفجر  وينسف كل الحواجز الكئيبة.

أما صحف المعارضة فليست لها سقف إلا سقف الرقابة .
وكانت مقالات صحف المعارضة تشبه أنثى صاخبة تكفي أن تقرأها فتقوم بعصرك ،تهرس مشاعرك بالبسباس الزعيتري وتفتح شهيتك نحو ميلاد جديد لك ، تحيل كل طموحاتك  إلى مقلة  تبحث عن نوافذجديدة  وتضع في يديك معاول تواقة لتثقب في الجدران المصمتة ، تفسد علاقتك بالروتين وتخلق منك مجذوباً يراود الماورئيات عن نفسها.

أكره ثقافة القطيع، ثقافة القطيع تسليم ، تجعل منك قالب مثل قوالب البلك لتصوراتها الجاهزها وأحكامها المسبقة، لذلك قلت لنفسي كن برقاً ورعداً وضوءاً لا يقبل التكييف.

علوي الوازعي