آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-05:30م

ذكرى القردعي.. إحياء شخصية البطل الشعبي عند اليمنيين

الخميس - 16 فبراير 2023 - الساعة 10:55 م

محمد المقبلي
بقلم: محمد المقبلي
- ارشيف الكاتب


مالا يعرفه الجيل الجمهوري أن علي بن ناصر القردعي كان رجل دولة وكان ينادي بما يسمى حاليا باللامركزية والحكم المحلي.. 
أسس دار الحكم في مراد كما كان  السياسي من الطراز الرفيع.. بذكاء اليمني الفطري كان يتفهم مايحاك لليمن من دسائس داخلية وخارجية... كما ان شعره جسد شخصيته كحكيم وروحاني وبطل شعبي كانت قصائده مليئة بالحكمة والإبتهالات وبلغ النموذج الأعلى للشخصية اليمنية البطولية
وانا احمدك ياالذي سهلت مخراجي
من سجن فيه والعسس والقيد والصناج
في الذاكرة الشعبية الشفاهية القردعي إسطورة فيطلق على الشجاع الكريم قردعي او يتقردع كما ان حكاية المبارزة التي خاضها مع النمر اشبعت تعطش اليمني للشجاعة ومجابهة المخاطر ورواية ان النمر نزع جزء من انفه اسطرت شخصيته
خصوصا ان سردية أن القردعي قتل النمر مرددا عبارته الشهيرة"لا انت النمر فأنا الأسد والفسل منا من هرب" ومفردة الفسل لفظ شعبي دارج تشير الى الجبان
بدت في ملامح وجهة في الصورة الوحيدة التي التقطها مصور انجليزي في شبوة بحسب ادق المرويات عن الصورة المتداولة للشهيد مايؤكد مروية مبارزته للنمر
كما أن الخاتمة الأسطورية للقردعي واستشهاده بعد ان دشن بداية سقوط حكم الإمامة السلالية منتصف  القرن العشرين منحته حضور ورمزية عالية كبطل شعبي قفز من الجبل وتم التعزير بجثمانه الطاهرة في باب اليمن ل ٣ ايام تحت الشمس.. محاولة لبث الذعر وطي صفحة الثورة والمقاومة
القردعي لم يحضر في التداول الإعلامي بشكل واسع  إلا في السنوات الأخيرة مع بروز الدور الجمهوري لمأرب الى واجهة المقاومة الجمهورية وإنكسار ارتال المليشيا السلالية الإرهابية على أسوار مأرب وتخليده في إحدى جولات المدينة الخالدة
مع تنامي حراك القومية اليمنية واحياء الذات اليمنية وتراكماتها الروحية والتاريخية ورموزها اصبحت ذكرى اسشتهاد القردعي ورفاقه طلائع الثورة الدستورية ذكرى محفزة للذاكرة الشعبية الجماعية لبث الروح اليمنية المناهضة للإمامة بنسختها الحوثية الإيرانية وخصوصا في مرحلة مفصلية متعلقة بالكرامة اليمنية العربية الجمهورية
الخيل والجرمل والعينين البارزتين وتلك الملامح التي تضج شجاعة وفروسية لامست المخيال الشعبي اليمني التراكمي حيث البطل الشعبي في اليمن فارس وشاعر وحكيم وشجاع بالضرورة وفيه من الخوارق التي تسكن اللاشعور وتلك المساحة في الذاكرة ضد النسيان وتتصدر الذاكرة كحكاية قومية تصاحب الشخصية اليمنية في العمق الشعبي من الطفولة وتصبح مادة خصبة للحكايات في الليالي والأسمار.