آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:54م

شراع الحياة الذي لاتسير دونه

الخميس - 16 فبراير 2023 - الساعة 10:51 ص

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


تمر الأيام سريعا وكل سنة تحمل لنا شيء جديدا نعتاده بجماله أو قبحه، وربما نكتشف أن هناك أشياء كثيرة تعلقنا بها ليست إلا وهم أدمناه . والأوهام لا وطن لها لاطريق واضح .

سنصبح يوما على قصص لن تكتمل ولن تنتهي قصص يستهويها البقاء على قيد الحياة والموت . قصص لاتفرح إن اكتملت ولاتحزن إن هي لم تجد نهاياتها . كما هي الحياة .

و الحياة لاتعطيك شيء دون أن تدفع ثمنه وقد يكون ثمنه باهضا ومعه تخسر أشياء كثيرة كانت نعمة لديك لكن طمعك صور لك أن تلك الأشياء البعيدة أجمل وأنك تستحقها لتترك معها كل شيء حولك حتى تصل اليها وفي الحقيقة، هي ليست أكثر من سراب صوره لك جوعك العاطفي الذي هو جزء من طبيعتك البشرية التي تمتهن الحب دون أن تعرف مايعنيه.

فالحب ليس وطن كما تتصورونه وليس منفى كما تعتقدون هو ليس سعادة وليس جرح تبكونه، الحب ذلك الإحساس الذي لايمكنك فهمه ولاتفسيره لايقتصر على مكان أو شخص أو حتى زمان، فربما هو أن تحب نفسك أو أن تحب عملك أو تهتم للعالم دون استثناء وربما أن تحب أسرتك مضحيا لأجلها بكل جزء في نفسك .

الحب لايمكن أن يكون صفحة تطوى كباقي الصفحات فهو روح الإنسانية هو الدينمو المحرك لكل سلوك يفترض أن يكون سوي، لايمكن أن يكون الحب هو المسئول عن الأفعال البشرية غير السوية، إلا أن البشر لايجيدون الحب بقدر إجادتهم الكره والعنصرية والحقد لأن امتهانها أسهل بكثير من اعتناق الحب .

شروط الحب قاسية لايمكن لأي كان أن يتحملها هي جزء من إنكار الذات الأنانية التي هي توأم الروح البشرية هو الجزء اللامع المشع في عتمة الأفكار السيئة التي تحولك الى معادلة صعبة التركيب دون أن تشعر، الحب أرض إن لم تجد الاهتمام  تتصحر لتتحول إلى أرض بور لانبات فيها ولاتحتضنها بذور المشاعر .

لا تستقم النفس البشرية وهي تفقد كل يوم جزء من مشاعر الحب التي أودعها الله فيها منذ الولادة بالفطرة فمشاق الحياة تغزو الفطرة السليمة لتخدشها وربما تكسرها دون أن يكون بإمكانك الدفاع عنها . قد لايكون الحب وطن لكنه ركن مهم في إقامة قواعد وطن . لايمكن أن يسير مركب الحياة وينقصه شراع الحب أو أن يكون مثقوب فثقوب القلب تصنع منه كائنا مشوه قد لانحبه لكننا نجبر على اعتياد وجوده .

الحب إحساس لايمكنك التخلص منه قد لانعشه لكنه يعيش فينا ولو حتى في ركن بعيد وحيد وسيأتي اليوم الذي سنحتاجه ونبحث عنه و وحده هو الكائن الذي ينمو بين أضلعنا دون أن تهتم أو ترعاه وينبت في صحراء قلوبنا دون ان نطلبه .. الحب لا ساعة له ولا زمان ولا أرض هو ذلك الشعور المناسب الذي يأتي في الوقت المناسب . الشمعة التي يمكنك أن تضئها في عتمتك . تحترق لأجلك لكنك لاتشعر بدفئها .