آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:58م

وزير الدفاع يعيد الأمل

الثلاثاء - 14 فبراير 2023 - الساعة 10:33 ص

مقبل سعيد شعفل
بقلم: مقبل سعيد شعفل
- ارشيف الكاتب


تُعَد مؤسسة النجارة أو المؤسسة العامة للتجهيزات المدرسية واحدة من أنجح وحدات القطاع العام 

حيث ظلت هذه المؤسسة الإنتاجية ترفد خزينة الدولة بإيرادات مجزية وتغطي حاجة السوق المحلية من منتوجاتها كلوازم التجهيزات المدرسية

و المكتبية والأثاث لجميع وحدات القطاع العام والخاص وفي مرحلة سابقة استطاعت أن تخوض هذه المؤسسة تجربة عملية وإنتاجية ناجحة بكل المقاييس وظلت كذلك حتى تعرضت لمحاولة تعطيل ،واستهداف كغيرها من المؤسسات العامة في سياسة الخصخصة سيئة الصيت ،والنية ،والتي كانت الضربة القاضية التي قضت على كل المصانع ، والمزارع ،

والتعاونيات والمؤسسات الإنتاجية 

وهي السياسة اللعينة التي رفعت معاول الهدم منذ وقت مبكر وأحدثت صدعًا وشرخًا عميقًا في جسد الوحدة خاصة بعدما ظهر جليًّا التعمد السافر و النية المبيتة لسياسة القضاء على مؤسسات القطاع العام الناجح ،وهانحن اليوم نشاهد بأم أعيننا آثار مثل تلك السياسة المدمرة ، والعابثة كقصة مؤلمة ،وحزينة ضحيتها المئات وفي قطاعات أخرى الآلاف من الموظفين الذين قطعت سبل رزقهم عن طريق نهب مؤسساتهم الإنتاجية ،والاستيلاء عليها ،وتدميرها تدميرًا ممنهجًا ، وصريحًا

ومؤسسة التجهيزات المدرسية واحدة من ضحايا كثر ،وعلى الرغم من ذلك ،فقد ظلت صامدة ،وثابتة .

إنها مؤسسة يعرفها القاصي ،والداني كانت عنوانًا للنجاح والعطاء غير المحدود وساهمت في رفد خزينة الدولة ، ووفرت الحياة الكريمة لكل موظفيها ووصلت منتجاتها التنوعة إلى كل مؤسسه وقطاع عامًّا كان أو خاصًّا

و بفضل الله سبحانه

و تعالى ثم بتفاني موظفيها وطاقتها الإنتاجية العالية تمكنت من توفير  حاجات السوق المحلية 

و بصورة تنافسية

 وطبيعي جدًّا أن تطالها معاول الهدم و التخريب كما هو حاصل لكثير من المؤسسات وعلى الرغم من كل مشاعر الألم

والقهر من الظلم المتعمد إلاأن المؤسسة حافظت  على أصولها الثابتة

و كثير من معداتها الأساسية ، ووسائل الإنتاج و إن طالها شي من العبث ، والتلف والصدى، و مع توقف العمل لأكثر من مرة فقد موظفوها الأمل في عودتهم لمجال عملهم و مصدر دخلهم في ظروف صعبة ،وقاسية استشرى فيها العبث

والتخريب لمؤسسات القطاع العام والتي تعود منفعتها إلى عامه الناس وإن صح التعبير فربما أنه من محاسن الصدف أن أصبحت المؤسسة تتبع وزارة الدفاع على الرغم من أنها كانت مستقلة ماليًّا ، وإداريًّا في مرحله سابقة لأن  استعادة عمل مثل هذه المؤسسات يتطلب همة عالية ، و نية صادقة ، 

وقد تجسدت هذه المعاني السامية و القيم النبيلة  في شخص الفريق الركن محسن محمد الداعري وزير الدفاع ، وتجسد ذلك  في سرعة تحركه فور علمه بالوضع المؤسف الذي وصلت إليه المؤسسة ومنتسبيها

و ما ذاك إلا دليل حرصه وإحساسه بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقه ،ومن خلال زياراته للمؤسسة 

ولأكثر من مرة 

و الجلوس مع قيادتها ، و الاستماع لمتطلباتهم قام بوضع الحلول 

وتلبية أهم تلك المتطلبات وبصورة عاجله من أجل استئناف العمل وهي الخطوة العظيمة التي استجاب لها موظفو المؤسسة بجد وإصرار على إعادة نشاط مؤسستهم الناجحة،

والزيارة الأخيرة التي قام بها يوم أمس معالي وزير الدفاع الداعري لمقر المؤسسة بالقلوعة في مديرية التواهي لتفقد سير العمل بالمؤسسة بأقسامها المختلفة هي تتويج لحلم بدأ يتحقيق بخطوات ثابتة لمؤسسات طالتها يد التهميش والتعطيل مع سبق الإصرار و الترصد ، و هي ناجحة ، وعلى رأسها مؤسسة مطابع الجندي سابقا ، ونتمنى أن نرى الفرحة نفسها بعد طول معاناة ، وحرمان شديد ، والتي رايناها على محيا العمال ،وهم يرحبون بفرح ، وسعادة بوصول الوزير الداعري إليهم 

و الذي أعطاهم  كما قال -كثير من العمال و بصوت مسموع ، الأمل ، و الثقة بإعادة مجد هذه المؤسسة كما كانت ذات يوم في وجوه غيرهم ممن طالهم الظلم

ومؤسساتهم الناجحة

 وهم يتضرعون إلى الله بالدعاء أن يجعل هذا الوزير الغيور على المصلحة العامة خير سند لكل منتسبي القوات المسلحة و رمزًا للمنجزات و الانتصار،