آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:00م

ثمان سنوات حرب !

الأربعاء - 08 فبراير 2023 - الساعة 02:18 م

فارس حسين السقلدي
بقلم: فارس حسين السقلدي
- ارشيف الكاتب


منذ 26 مارس 2015 وحتى يومنا هذا ثمان سنوات حرب ودمار وانهيار وهدم البُنى التحتية وارتفاع الأسعار وقطع المرتبات، وتفاقم وتزايد الفقر والمعاناة وتدهور الاقتصاد والأوضاع المعيشية والخدماتية في اليمن جنوبا وشمالا، بل تناحر الفصائل واقتتال أبناء الوطن الواحد بعيدا عن الحلول والتقارب والخروج المرضي للجميع.
ويظل الشعب هو من يدفع الثمن غاليا والمستفيد من هذه الحرب والويلات قوى وأجندة أخرى تعمل وفقا لما تقتضيه مصالحها وتعمل على إطالة الحرب لتنفيذ مخططاتها وسياستها وما يتماشى بمصلحتها، ليبقى الشعب وحده من يدفع ويعاني جراء هذه الويلات والحروب التي لاتصب بمصلحته.
بل إن المستفيد منها إيضا هم بعض من أبناء الوطن نفسه ممن اوصلتهم سياسة تلك الأجندة الخبيثة وافرزتهم سياسة التبعية لتلك الأجندة، وهنا تكمن المشكلة في أن من يمرر وينفذ هذه السياسيات هم ممن ينتمي إلى هذا الوطن المغلوب على أمره ليكونوا عبئا عليه، فمن وجهة نظرهم مصائب قوم عند قوم فوائد.
فسياسة الغير تهدف وتميل وتعمل لمآرب ما يناسبها وتسعى للحصول عليه، فلا يهمها حرب ولا وطن ولا معاناة الشعب نفسه، فطيلة ثمان سنوات من الحرب لم نرَ حلا حاسما.
بل إن الأغرب من ذلك تحول مسار هذه الحرب عن مسارها الصحيح والتي أتت من أجله وتغيبر النغمة الحاليه لها بنغمات وحوارات ومسميات مختلفة عن الهدف الأساس التي قامت عليه منذ الوهلة الأولى، ولعب وإجادة سياسة المراضاة والمراوغة لكافة الأطراف، متناسين العدو الرئيسي والذي قامت الحرب عليه تحت ذريعة (مليشيات وخارجين عن القانون)، ولإعادة الشرعية سرعان ما تبخرت كل هذه المسميات في الهواء، وتغيرت لصالح الطرف نفسه التي قامت عليه الحرب، وأشعل فتيلها القائمون عليها، ولا نعلم ما الذي سيكون بعدها، وهل سيكون المنتصر فعلا هو الطرف ذاته أم أن الأيام القادمة هي من سيتبنى الانتصار الحقيقي للشعب جنوبا كان ذلك أم شمالا.