آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:53ص

في ذكرى رحيل زكي خليفة .. الشخصية الوطنية الرياضية والبرلمانية

الأحد - 05 فبراير 2023 - الساعة 03:20 م

منصور عامر
بقلم: منصور عامر
- ارشيف الكاتب


مرت علينا الذكرى الأولى لرحيل الشخصية العدنية الوطنية الرياضية والبرلمانية الجسورة الاستاذ زكي محمد حسن خليفة  رحل الفارس الوطني والمناضل العدني النبيل صاحب الابتسامة الناطقة والانيقة ... رحل بصمت دون ضجيج من عام مضى تاركا لنا ارثا اخلاقيا و منارا أبداعيا في جميع المجالات التي عمل بها ..

وفي ذكرى وفاة زكي خليفة الأولى وجدت نفسي اترحم على روحه الطاهرة وأدعوا له بالرحمة والمغفرة واكتب عنه وعن سيرته الأنسانية والابداعية العطرة واقدم بعضا من ملامحها في الذاكرة العدنية والوطنية للاجيال وللقارئ الكريم

الراحل زكي محمد حسن خليفة رحمه الله من أسرة نضالية ( أسرة خليفة العدنية العريقة) والشهيرة في رصيدها بتاريخ متجذر  بالنضال في الحركة الوطنية وتفتح مداميكها في زمن المستعمر البريطاني في عدن أبتداء من والده المسمى بالمناضل الاكبر وأبن عمه خليفة عبدالله حسن خليفة والذي كان أول من رمى قنبلة من اجل الحرية والاستقلال قنبلة المطار اثناء سفر المندوب السامي البريطاني الحادثة التاريخية المؤرشفة بالذاكرة العدنية والوطنية التحررية والوثائق الاستعمارية ، كما قدمت اسرته في لوحة النضال الوطني الشهيد أرسلان خليفة (شقيقه) واحدا من القيادات النضالية في جبهة التحرير والتنظيم الشعبي

الراحل زكي خليفة التحق عام 1955 بالدراسة وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسطة في المدينة العتيقة كريتر والثانوية في كلية عدن بمدينة دارسعد الضاحية الشمالية لمدينة عدن وكان من القيادات الطلابية التي سخرت نفسها للنضال الوطني ضد المستعمر البريطاني في عدن من اجل تحرير جنوب اليمن المحتل ، وعمل وناضل بصمت لأنه مؤمنا بقضية وطنه بصدق وامانه واخلاص وكان في طليعة المؤسسين للحركة الطلابية وعضوا في المجلس الطلابي في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار وشارك في الاعمال الفدائية وكان واحدا من القيادات الطلابية التي زحفت على المجلس التشريعي في كريتر (الموقعة الشهيرة تاريخيا) التي سقط فيها عدد من الشهداء وهزت المستعمر واعوانه ..

الراحل زكي خليفة كان رياضيا ولاعبا لكرة القدم وهو في سن مبكره  في حواري كريتر والمدرسة الابتدائية والمتوسطة وفي عام 1963 التحق بنادي الشباب الرياضي ولعب مع الاشبال وتدرج مع فئة الشباب وانتقل للفريق الأول ، لكنه ترك كرة القدم والرياضة ولبى نداء الواجب الوطني والتحق بتنظيم الجبهة القومية والنضال ضد الاستعمار وفي مارس 1966 تم اعتقاله من قبل الاستعمار بسبب نشاطه السياسي وتم نفيه من قبل السلطات البريطانية الى السودان مع عدد من القيادات الطلابية ، لكنهم انتقلوا من السودان  الى مصر  وفي ديسمبر1966 الغى البرلمان البريطاني قرار الابعاد عن الجسور زكي خليفة وزملاءه من عدن الى السودان وعادوا الى عدن ليواصل نضاله بنشاط وبمشاركة فاعلة في حرب التحرير حتى. الاستقلال الوطني 30/نوفمبر 1967م

لتبدأ بعد الاستقلال حياته العملية المهنية والأدارية وتوظف بالبنك بمدينة كريتر والذي اصبح بعد قرار التأميم الشهير 1969 بأسم البنك الاهلي اليمني ويعتبر الفقيد زكي محمد حسن خليفة أحد المؤسسين للبنك الاهلي اليمني وخلال مسيرة عمله في البنك قدم جهود جبارة وأثمرت جهوده وخبرته في بناء البنك الاهلي اليمني الذي عمل فيه حتى عام 1999م واصبح ناجحا بدرجة خبير مالي من الطراز الأول ويشهد بهذا تاريخ البنك الأهلي في عدن ، لكن ذلك لم يمنعه من النشاط الرياضي والسياسي وظل فاعلا ومتوازنا مع حياته العملية منذو اليوم الأول ما بعد الاستقلال وللفقيد وأسرة خليفة دورا بارزا في مجال الرياضة وبصمة مميزة فقد عمل أداريا في نادي الشباب الرياضي كمديرا للنشاط وأمينا عاما للنادي ووصل نائبا لرئيس نادي الشباب الرياضي برئاسة نصر شاذلي الشخصية الرياضية المعروفة وسافر مع الفريق الكروي للشباب الرياضي الي القاهرة عام 1970بصفته الادارية وذلك للعب وديا مع أندية مصرية بقيادة شقيقه كابتن الفريق عزام خليفة النجم الكروي الأبرز في تلك الحقبة القادم من المانيا التي تلقى فيها تأهليه الأول في علم التدريب ودهاليزه ليصبح مدربا وقائدا للشباب الرياضي ويفوز بعد ذلك عام 1971 بقيادته بكأس ناصر...

كما ساهم الفقيد في تأسيس اتحاد كرة الطائرة في عدن ويحسب له انه اول من عمل لائحة لاتحاد كرة الطائرة وظل على الضفة الاخرى فاعلا في كرة القدم التي اسهمت بدمج الحسيني مع الشباب الرياضي عام 1973 تحت مسمى الاهلي والذي دمج مع الاحرار عام1975 ليصبح المسمى المعروف اليوم بالتلال عميد الاندية في الجزيرة العربية ، ولم تمنعه هذه الانشطة  من النجاح في مهمته الوظيفية وفي نشاطه السياسي الذي استمر فيه  حيث اصبح عضوا برلمانيا (بمجلس الشعب الاعلى ) في عدن ماقبل الوحدة ومابعدها في اول مجلس نواب لليمن1990 ليستمر نائبا وينال الثقة  بالدورة الثانية ويرأس لجنة الاعمال المالية والمصرفية حتى عام 1997

شقيق الفقيد الدكتورعزام خليفة أطال الله في عمره وكيل وزارة الشباب والرياضة ،  زرته الاسبوع الماضي بمكتبه وجرى حديثا عابرا  ظليت صاغيا له  تكلم فيه عن  الايام  الخالدة في التاريخ حينما كان لاعب وقائد لفريق الشباب ومدربا حتى اعتزل  عام 1975  وكان ضيف الشرف لمهرجان اعتزاله مليك القلوب بتلك الحقبة الرئيس الشهيد سالمين واهداه مسدسة الشخصي تكريماً له  كما حدثني عن شقيقه الفقيد زكي بكل فخر وعن تاريخه الوطني والمشرف متنوع المجالات التي اجادها وتميز فيها و كذا عن تاريخهم الكروي  وحتى مباراة اعتزاله ،  يحدثك والدمع بعينيه محبوسة عن الرئيس الانسان  ورجل الدولة سالم ربيع علي ( سالمين).

فهذا هو المجد الوطني والكروي الذي نكتبه  عن (بيت خليفة) الاسرة العدنية التي انجبت أبطال والتي تستحق دوما الكتابة عنها ، 
فقد غيب الموت فقيدنا زكي خليفة العام الماضي في 26يناير، لكن ذكراه العطرة وسيرته النضالية  منذو ان كان شبل حتى رحل عنا  مليئة بالانجازات والبطولات ولايتسع هنا ذكرها

وفي الاخير  وبهذا المقام اقول رحمك الله يا زكي خليفة الانسان الذي بكى عليك وطنك ومدينتك عدن يوم رحيلك ، وسنظل نرثيك دوما ، فكم هي ثقيلة على اللسان وعلى نياط القلب مداد الكتابة الحزين لفقدانك وبرحيلك خسر الوطن علما شامخا بشموخ  الجبل والبحر المتسع  اللذان يحتضنا مدينتك عدن  ، ترجلت هادئا وتركت لنا ارثا اخلاقيا وابداعيا على كافة الاصعد التي لازالت بصماتك..شاهدة على العصر

فليرحمك الله رحمة الابرار فمدينتك عدن تبكيك بجبالها  وبحرها وتلالها وسواحلها وحصونها وصهاريجها وقلاعها واثارها وازقتها  وشوارعها وانديتها وبيوتها الرياضية والثقافية والاجتماعية..فقد سادها الحزن الصامت والدمع الناطق حسرة وألم ولن تكفينا الصفحات والكتب في الوفاء والكتابة عنك ، فلندعوا له جميعا بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه المولى جلى جلاله فسيح جنته وأن يلهمنا ويلهم أبناءه واهله ومحبيه الصبر والسلوان.