آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:59م

الصورة من مسافة أقرب !!

السبت - 04 فبراير 2023 - الساعة 12:00 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


لطالما شكلت خصوصية العلاقة بين مكون طارق ومكون الإنتقالي عامل قوة للإمارات ونقطة ضعف للسعودية حتى على مستوى النفوذ في داخل كيان مجلس القيادة الرئاسي !!

يجب معرفة أن كلا من المجلس الإنتقالي ومؤتمر طارق ورغم تناقض خطابهما السياسي إلا أنهما لازالا يعملان تحت مظلة الإمارات ووفق رؤيتها السياسية للصراع ..

وبالنظر لأولوية إستحقاقات هامة ظلت أبوظبي تسعى لتأكيدها في ملف اليمن سيبدو حينها أنه مالبث أن بقي من غير المسموح إطلاقا لدى أبوظبي بحدوث أي خلاف بين حليفيها المحليين لما للأمر من تأثير سلبي على صورة النفوذ الإماراتي في الداخل اليمني بإعتباره عنصر قوة لا يمكن التفريط به ..وهنا تتجلى خصوصية العلاقة بين النقيضين .

ضمان تمثيل مصالح الإمارات أثناء مفاوضات الحل السياسي، وهي الرغبة التي يمكن إستشعارها من خلال دور أبوظبي المستجد في العمليات العسكرية الاخيرة يعد المعطى الأهم من بين جملة المعطيات التي تؤكد سعي أبوظبي في تقديم نفسها كقوة إقليمية مؤثرة وحاضرة على طاولة مقترحات حل الأزمة اليمنية .

على الضفة المقابلة، سيبدو جليا إفتقار السعودية لتلك الخصوصية في العلاقة مابين حلفائها المحليين كعنصر قوة داخلي مطلوب في مهمة تمكين رؤيتها رغم هيمنتها الواضحة - وليس المطلقة - على قرار قوى الداخل الموالية لها، كما وترى الرياض أن ميزة التفويض الأممي الذي تتمتع به ويمنحها سلطة إدارة المشهد السياسي يعد ورقة غير كافية لضمان تحقيق رغباتها وتحصين مصالحها الخاصة في اليمن ..

لتبرز هنا حاجة السعودية إلى إيجاد مكافئ النفوذ الإماراتي على الأرض، وبخاصة عقب فشل جهودها في خطوة التحول السياسي وجعل جميع التشكيلات العسكرية ضمن نطاق قرارها المطلق، فتشرع على إثر ذلك حينها الرياض وبأثر رجعي إلى خطوة تمكين مختلفة تتمثل بقرار أنشاء قوة عسكرية جديدة هدفها الحد من تفوق النفوذ العسكري لحليفتها أبوظبي إلى جانب ضرورة التقليل من مخاوف تعرضها لأي إنتكاسة مفاجئة في مناطق سيطرتها، خصوصا وأنها باتت راغبة ومقبلة على الإنخراط في مرحلة إستحقاقات جديدة في ملف الصراع باليمن حيث لامجال فيها لحدوث أي طارئ غير مرتب له .

حتى اللحظة لا يمكن وصف ما يحدث بين قطبي التحالف بصراع هيمنة محتدم أو معركة كسر عظم ساخنة، فكل ما يمكن تأكيده حاليا هو أن الحليفان بلغا مرحلة متقدمة من تباين الرؤى وبات يتملكهما شعور تصادم المصالح الوشيك لاسيما مع قرب ذهاب ملف اليمن نحو مسار أخر لإدارة الأزمة .

هناك هاجس حقيقي لدى كل منهما بشأن نوايا الاخر ما أدى بالفعل إلى حدوث تحركات جس نبض متبادلة تعبيرا عن ذلك الهاجس، لكنها تبقى دائما في طور المحتواة خاصة وأن قرار الصراع عموما لازال مرتبط برغبة حلفائهما الدوليين كما هي الحال تماما مع أطراف الداخل المرتبط قرار تحركها برغبة بالمتعهد الإقليمي .