آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

أيهما أخطر الذئب ام سكين الراعي!؟

الجمعة - 03 فبراير 2023 - الساعة 02:38 ص

أحمد قليم
بقلم: أحمد قليم
- ارشيف الكاتب


بإمكانك فهم الإجابة من خلال المقولة الاتية:

هناك مقولة شهيرة جدا تقول: "تعيش الأغنام طوال حياتها خائفة من الذئب وفي النهاية يأكُلها الراعي"

هذه المقولة تجسد واقع كل من يبالغ في الخوف من أشياء ومخاطر جانبية لا تمثل الخطر الحقيقي الذي يهدده ويهدد وجوده ويصب كل تركيزه نحوها، ويغفل عن الخطر الوجودي الأساسي الذي يهدد بقاءه

وهذه المقولة تنطبق علينا كجنوبيين تماماً، إننا قد صببنا جل غضبنا ،وكل تركيزنا باتجاه واحد وترجمنا ذلك من خلال إفراط اهتمامنا،وتسخير جهودنا للتعامل مع تحديات ومخاطر قادمة من جانب واحد وهو الجانب الخارجي المتمثل بمن نعتبرهم أعداء ( الإصلاح والحوثي وكل من وافقهم)  وغضضنا الطرف عن أهم جانب وهو الجانب الداخلي (جنوبي جنوبي) وهذا الجانب الذي يمثل ضرورة استراتيجية وجودية وأهمية بالغة الخطورة والذي قد يؤدي إهماله إلى نسف كل ما نسعى لتحقيقه وما قد حقق ، لأن وجودنا وبقائنا مرتهن بسلامة البنى الداخلية أما الإنتصار فإنه وليد انسجام وتوحد النسق الجنوبي الداخلي، وبدون الاصطفاف الداخلي بين كافة الأطياف لن ننجح مهما تقدمنا على الصعيد الخارجي،

إذا ما أردنا بقاء القضية الجنوبية واستمرار العنصر الجنوبي حتى نيل حقوق شعبنا وتحقيق تطلعاته علينا بالاهتمام باساس الوجود الذي هو وحدة الصف والتوافق الوطني والعمل بكل ما من شأنه يحقق ذلك التناغم والانسجام بين الأطياف الجنوبية ،وتحقيق هذا الأساس القويم يحتاج إلى نية صادقة وجهود حقيقية وعمل فاعل من الجميع خاصه من المجلس الانتقالي، وليس مجرد هز المياة الضحلة أو القيام بجهود لكي يقال، أو لمجرد المناكفة او المناورة السياسية بهذه الحالة فإننا نضحك وما نضحك إلا على أنفسنا، ونعيد كتابة قصة من قتل نفسه بالكذب عليها،

إن التهديدات والتحديات الخارجية التي يمثلها أعداء القضية يمكن التغلب عليها وقهرها مهما كانت الظروف والقوة المرافقة لها حتى لو بعد عشرات السنين لكن في النهاية ننتصر، أما وحدة الجبهة الداخلية فلا تحتمل المخاطرة أبداً فإنها خطر وجودي يمكن أن يدمر كل ما بني خلال فترة قصيرة حاسمة،
وعلى كل مواطن في كل ربوع الوطن الجنوبي الحبيب أن يعي جيداً أنه يستحيل أن تقام دولة دون مشاركة كل أبنائها وبناتها
و واهم وخاسر من يعتقد أن بإمكانه أن يختزل الشعب بمكون أو طرف بعينه

إذا استمررنا  بالتركيز على الذئب ونسيان الجانب الداخلي فإننا سنؤكل من قبل بعضنا .