آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:09ص

التوافق الوطني الجنوبي الى اين...... ؟

الخميس - 02 فبراير 2023 - الساعة 08:18 م

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب


 بناءا على دعوة قدمها رئيس لجنة الحوار الوطني الجنوبي الخارجي احمد عمر بن فريد للجنوبيين طلب منهم أهمية  تقوية ورص صفوفهم وعدم الانشغال بما يردده المرجفين والمعاديين للجنوب وقضيته
  مشكلتنا الرئيسية تكمن في سياسة الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر هي السياسة التي كانت سائدة منذ الأستقلال وحتى يومنا هذا
وكلنا نعلم أنه في يناير 2006م كانت البدايات الأولى لإيجاد توافق وطني جنوبي حيث قدمت جمعية ردفان مبادرة لتوحيد الصف الجنوبي وكانت بداية مبشرة بخير إلا أنها ظلت مجرد ظاهرة صوتية بالرغم من تعرض قيادة الجمعية للأعتقال واغلق مقر الجمعية بالشمع الأحمر وهذه يؤكد حقيقة مفادها بأن نظام صنعاء ضد اي توافق جنوبي وكان يفترض أن نحول الدعوة إلى التوافق الوطني الجنوبي من شعارات تدغدغ فيها مشاعر المواطن بل نكرسه كأيمان وأعتقاد راسخ وحقيقي بأهمية التوافق الوطني الجنوبي ولتحقيق التوافق يتطلب توفر القناعة والإرادة الشعبية بأهمية تحقيقه على أرض الواقع حتى وإن تطلب تقديم التنازلات القاسية من قبل كل المكونات
ولهذا فأننا ملزمين بالأعتراف  بأن كل الحوارات التي كانت تجرى اتسمت بثلاث خصائص مشتركة مثلت في الوقت نفسه نقاط ضعفها البنيوية وهي :-
1 - الدعوات الموسمية نتيجة لأزمة يمربها الجنوبيين يكون الدافع الاشتراك في حوار سياسي يعني يتوحد الجنوبيين عندما يمرون بأزمة سياسية
2 -التوافق على الشعار ات وتحول  اللقاءات المتكررة داخليا وخارجيا إلى منصة للمزايدات مع استمرار الخلاف بين هذه المكونات حتى يومنا هذا لانه للأسف لا يوجد أيمان راسخ بقيمة التصالح والتسامح والتوافق الجنوبي بالرغم من أن المجلس الانتقالي بدأ بخطوة عملية 
ولكن يعتقد البعض أنها مجرد شعارات تردد وتغيب القيمة الأنسانية للمصالحة الوطنية والتوافق كخيار ملزم لوحدة الصف الجنوبي
3 - بقاء الحوار عند طابعه السياسي دون استيعاب أو تفاعل مع  المكونات السياسية ومنظمات المجتمع الوطني والمحلي
والاخد بعين الاعتبار المستجدات على أرض الواقع
  كرأي شخصي أذا أراد المجلس الأنتقالي تجاوز نقاط الضعف السابقة فيجب عليه العمل على تحقيق الآتي : -
* المأسسة والأستدامة طالما هناك توجه للانتقالي وأيمانه بأهميةالتوافق الجنوبي  مع كل المكونات على الساحة لتحقيق مطالب الشعب الجنوبي في أستعادة الدولة الجنوبية والبدء بأجراء الحوار مع بعض المكونات الجنوبية
* ضرورة البدء بخطوات عملية على ضوء مبادرته بأقامة الحوار للتوافق الوطني بحيث يكون الحوار مع قيادات المكونات الفاعلة على الساحة للتوصل إلى رؤية وموقف موحد للتوافق على الخيار الأمثل الذي يضمن لشعب الجنوب وقضيته العادلةتفاوض مستقبلي  يضمن له تحقيق مطالبه المشروعة وأنه صاحب قضية وطنية سياسية عادلة وأهمية التوافق على الحل الامثل الذي يضمن للجنوب وحدته ويمكن شعب الجنوب من ضمان حقه في تقرير المصير
* توافق المكونات الفاعلة على الساحة على كيفية أدارة الشأن العام في المحافظات المحررة والتوافق على أقامة دولة النظام والقانون وتعزيز إجراءات الحوكمة المالية والإدارية والعسكرية والتوافق على كيفية إدارة الصراع مع الخصوم وكيفية إدارة الشراكة السياسية داخل حكومة الشرعية 
* أهمية ترتيب البيت الداخلي مما يمكن كل القوى والفصائل  الوطنيةالجنوبية على العمل بشكل تنافسي وتعاوني دون الدخول في صدامات سياسية كما جرت عليه العادة في كل مراحل النضال الوطني الجنوبي
  يفترض في حالة نجاح التوافق الوطني الجنوبي الاتفاق على ثلاث مراحل 
المرحلة الأولى :- المطالبة بالاستقلال وأستعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعترف بها دوليا قبل قيام دولة الوحدة في 22مايو 90م 
المرحلة الثانية:- المطالبة بحق تقرير المصير في ظل الدولة الفيدرالية
المرحلة الثالثة :- حسم كيفية التعامل مع السلطة والثروة
ونقترح أن يتم الحوار على مسارين 
أولا:- الحوار المجتمعي ويضم منظمات المجتمع المدني والمحلي ويتناول قضايا المواطنة والحفاظ على اللحمة الوطنية وكيف نواجه التشتت والانقسامام بين صفوفنا وتطبيع الأوضاع
ثانيا:-الحوار مع النخب السياسية يكون مع المثقفين وصناع الرأي وصناع السياسات
    أن نجاح أي حوار مرهون بالاستدامة ولضمان نجاح الحوار وتحقيق الغاية المرجوة منه يفترض أن يتم 
- التوافق على تشكيل فريق توافق وطني جنوبي يكون التمثيل فيه لكل مكون فاعل على الساحة بشخصية قيادية وصاحبة قرار
-  القبول بالتنوع السياسي 
- تشكيل فريق توافق جنوبي بواقع ممثل واحد لكل مكون فاعل ويعمل هذا الفريق بشكل دائم مع احتفاظ كل مكون باستقلاليته التنظيمية إيمانا بحق التنوع السياسي والالتزام بكل ماتم التوافق عليه من برامج في إطار العمل الوطني الجنوبي
وتكون مهمة الفريق الوطني وضع اللوائح المنظمة لعمله ويحدد الآليات المناسبة لتنفيذ البرامج المتفق عليها ووضع ميثاق شرف يحدد فيه أهداف وضوابط لآليات الالتزام 
     كلنا ندرك جيدا أن الحوار يهدف إلى رأب الصدع وحل النزاع القأئم بين المكونات الجنوبية والقضاء على الاختلاف  والتوصل إلى رؤية موحدة وأفكار وتوجهات تحدد كيفية إجراء الحوار الندي وفقا للثوابت  الوطنية المشتركة طالما أن الهدف واحد والمصالح مشتركة 
     أن نقطة الخلاف الرئيسية تكمن في عدم عقد المؤتمر الوطني الشامل وفي توزيع مقاعد التمثيل لا مبرر لها سوى شهوة السلطة والثروة
وللأسف معظم المكونات تعتبرانها الممثل الوحيد لهذا الشعب وهنا تكمن المعضلة لأننا كجنوبيين لن نتوافق لأن متطق الجميع انا امير وأنت امير من مننا بيسوق الحمير
   ولهذا فإن عدم حل نقاط الخلاف بين المكونات الفاعلة على الساحة بما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا قاد إلى مزيدا من التشتت والفرقة والانقسام واعطى للآخرين فرصة اللعب على حبال تمزقنا بينما يفترض أن تتعامل كل المكونات بروح المسؤولية الوطنية والسياسية للخروج من شرنقة الصراع القائم
  اتمنى أن يفكر الجميع بصوت العقل لأنه يكفي ما يعانيه المواطن الذي اصبح مثخن بالمأسي والمهانة والذل الذي مس كرامته الإنسانية