آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-05:50م

السابع والسباع

السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 03:13 م

علي عبدالله أمعود
بقلم: علي عبدالله أمعود
- ارشيف الكاتب


 


 


أي وجوه نراها تتشدق بالإستقلال وحب الوطن الذي ضاع من بين أيدايهم وأعينهم التي كانت ومازالت لا ترى إلا تحت اقدامها، كنا نظن بإن حرب الوحدة المزعومة التي أرتبطت بالدم قد نفضت عن ضمائرهم الأنانية؛ التي تعودت على حب الذات والعمل من أجل غنائم السلطة وعلى حرف مبادئ تغنى بها شعب الجنوب منذ الاستقلال، وجعلها لا تصلح إلا في أبواقهم، أما من يشاركهم الوطن فليسوا محل ثقة ولا يصلحوا إن يفكروا حتى فقط في إسترجاع ماضيعوه بحماقاتهم.


الجنوب حصل على إستقلاله بتحالف ابناء الجنوب جميعًا وتضحياتهم التي ربما بدأ البعض في إنكارها أو تناسيها والبحث عن تجمعات ليس في مستوى النضال، ولا تمتلك قيم ثابتة، وتفرق بين أبناء الجنوب قاطبة من الشرق إلى الغرب.
تذكروا أننا كنا يوما ما دولة وطنية لاتميّز طبقي فيها ولا قبلي، فهل نعود إلى ذلك المجد ونبحث عن مخرج لأزماتنا التي لن تنتهي فيما الكل يتربص بالآخر.

هذا ما أوهمتنا به الظروف أو ما صنعناه بأيدينا، علينا إن نشعل درب النضال بعيدًا عن المزايدات وتذكروا إن من يده في الماء وقلبه ليس  كمن يداه في النار، وقلبه نحن بحاجة إلى إن نعترف بإن قيادتنا السياسية الجنوبية وأتباعها في السلطة تستلم بالريال السعودي والدولار الامريكي، فيما رجال الجنوب خاصة العسكريين والمدنيين منهن لا يتقاضوا رواتبهم إلا بعد معاناة شديدة،  بينما يعيش المواطنون في ضنك.

حتى إن هؤلاء الأخيرين عسكريين ومدنيين على حد سواء فقدوا كل أمل في الحياة، وأصبحت أحوالهم لا تسر وعاجزين حتى في التفكير عن آليات قد تعيد لهم كرامتهم وسيادتهم وهم ينظرون إلى حكومة تصريف تخدم أجندة دول التحالف التي تحالفت مع الخونة والسرق وناهبي المال العام، فمتى يرفع  الله عن بلادنا وصاية البند السابع ويسحق وإلى الأبد كل السباع الذين لايشعرون ولا تئِن ضمائرهم لأمة يعيش أبنائها جياع.