آخر تحديث :الإثنين-27 مايو 2024-11:36م

الجنوب من نفق الوحدة والحرب إلى نفق المعاناة والتعب! وحدث ولا حرج

السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 09:09 ص

علي حسن زكي
بقلم: علي حسن زكي
- ارشيف الكاتب


تصرم عام 2022م في ظل إستمرار حمل ثقيل من المتاعب والمعاناة والهموم ينوء به كاهل شعب الجنوب كنا قد لامسناه تقريباً في أكثر من موضوع نشرناه في مواقع التواصل الإجتماعي خلال العام أبرز عناوينه ومظاهره : أوضاع إقتصادية متردية ، عملة محلية متدهورة كانت تتداول في السوق فئة ال10 وال20 وال50ريال وأختفت بعد أن فقدت قيمتها الشرائية ولحقتها فئة ال100 وال200ريال وفئة ال500 وال1000ريال في الطريق.

حيث صار الطفل حينما يذهب إلى المدرسة أو يشتي (( عواف )) يطلب من أهله 500ريال بعد أن كان يأخذ 20 ثم 50ريال! فيما وصل سعر حبة البيض 200ريال وحبة سمك الباغة 700ريال ويبدو (( عاده ما ظهر من الجمل إلا أذنيه! )) طالما أسعار العملات الأجنبية في حالة إرتفاع مستمر!  كنا ذات يوم نتندر بعملة الصومال اليوم صار حال عملتنا أسوء منها ونعم الحال! أحوال ومعيشة الناس سيئة ، خدمات إجتماعية أساسية وضرورية مترنحة ، أسعار الوقود والمحروقات والأدوية وغاز الطبخ مرتفعة ، رواتب الموظفين والمتقاعدين والمتوفيين والمحالين لنهاية الخدمة ضئيلة ، علاوات المعلمين متوقفة ، وظيفة عامة وإستحقاقاتها القيادية وفق مبدأ المؤهل والكفاءة والخبرة والتجربة والأسبقية ومن أنت لا من أين أنت! وإبتعاث للدراسة في الخارج مصادره ، رجال الأمن والقضاء والمحامين يؤدون واجباتهم وأرواحهم مستهدفة.

عزوف وتسرب الطلاب من مختلف المراحل الدراسية لسبب المعيشة وبالنظر لعدم حصول من سبقوهم في التخرج على الوظيفة مستمرة ، دراجة متحركة ، عبوات ناسفة وسيارات مفخخة وثأرات وحروب جبهات عسكرية متعددة ، وظاهرة الجريمة بأنواعها بما فيه لعدم القدرة على توفير متطلبات العيش والحياة والبطالة وحالات إكتئاب وأمراض مزمنة وأوبئة وسوء تغذية وولادة قيصرية ووفيات الأطفال وتعاطي المخدرات وبسط وإستيلاء وعبث أراضي منتشرة ومصفاة نفط معطلة وموانئ مهمشة وظاهرة فساد مالي وإداري متفشية ، وعدم قدرة الأسر على تزويج أولادها الشباب (( والعاقبة للمتقين )) بسبب إرتفاع تكاليف الزواج كنتاج لتدهور العملة وإرتفاع الأسعار مقلقة ، وإتفاقيات برعاية دولية وإقليمية ووعود بإصلاحات مالية وإدارية وتحسين سعر العملة المحلية والمعيشة وإصلاح وتفعيل أجهزة وأدوات الرقابة والمحاسبة متبخرة ورئاسة غائبة وحكومة متغيبة ما تفتقت عليه ذهنيتها تقديم هدية للناس!.

بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد عبارة عن جرعة سعرية جديدة من خلال رفع سعر صرف الدولار الجمركي ونسبة الضريبة الجمركية على الأستيراد لتضاعف بذلك من معاناتهم ومتاعبهم الراهنة!! وحيث كل ذلك يتم في ظل الجنوب بلد معطاء غني بأرضه ، بموقعه ، ببحاره ، بيابسته ، بأسماكه ، بنفطه ، بغازه ، بثرواته المعدنية ، بضرائبه المحلية ، بما يصل من مساعدات ودعم ومنح وودائع خارجية ، بكل مقدراته وعائداته وإيراداته لو تم إستخدامها وتوظيفها وتوجيهها الوجهة الصحيحة ووقف عبث ونزيف الفساد لأ صلحت حال البلاد والعباد و أحدثت نقلة نوعية في تحسين صرف العملة المحلية ومعيشة الناس بصورة عامة فضلاً عن أحداث تنمية إجتماعية وإقتصادية مستدامة.

لقد صار حال الناس ومعيشتهم بفعل وفي ظل كل ما سلف ذكره (( غيض من فيض )) جحيم لا يطاق خلاصته فقر وعوز مدقع وخوف مفزع ومرض مميت! و.. و..ويافصيح لمن تصيح ؟!! من يده بالماء ليس كمن يده في النار! وكفى بالله وكيلاً.