آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:30ص

حتى لا تغدو اليمن دون يمنيين!!

الجمعة - 27 يناير 2023 - الساعة 12:00 ص

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


 

عبدالجبار ثابت الشهابي

ماذا استفدنا حتى الٱن؟ ثماني سنوات من الحرب، ونقترب من عتبات التاسعة.. لاشيء سوى الخراب والدمار، وفقدان عشرات الٱلاف من اليمنيين، من طرفي الصراع العبثي، وجرح، وإعاقة مئات الٱلاف في الجبهات، ومثلهم من المدنيين في طرقاتهم، بفعل الألغام، وفي بيوتهم، بفعل القصف بالطيران، والمدفعية، والصواريخ، والمسيرات، التي لا تميز مسالما من محارب، فاستهدفت الأطفال، والنساء، والعجزة، وأحرقت الحرث والنسل، وعاثت في الأرض فسادا، وإفسادا، وخرابا، وتدميرا. 
وهذا هو بالضبط ما تجلبه الحروب، لكن الأدهى، والأفظع أن تتحول هذه الحرب- وهي تقترب من دخول سنتها التاسعة كما ذكرنا- إلى محرقة دائمة، ومهلكة، ومحطمة، لاطائل ولا جدوى منها غير تحقيق، وتكريس واقع الهدم المستميت، بدوامة لا نهاية لها حتى إهراق ٱخر قطرة دم في شرايين اليمنيين.. 
هذا هو الفارق، وهذا هو المخيف، لأن هذه الحرب قد خرجت بالفعل من دائرة المقيول والمعقول، إلى دائرة الجنون، ومنحدر العبثية الذي لا نهاية له غير الهلاك. 
لذلك نقول: أيها اليمنيون قفوا..!! الهلاك.. الهلاك.. أيها العقلاء!! الحكمة، الحكمة.. لمصلحة من نقذف بفلذات أكبادنا إلى هذه المحرقة؟! بالله عليكم من المستفيد، ومن الخاسر؟ انظروا حولكم يمنة ويسرة.. شرقا وغربا.. من المستفيد؟! 
لقد أثبتت الأيام أن لا محصلة سوى مزيد من الخراب والدمار، مزيد من حرق الطاقات البشرية الشابة، ويوشك ان نصبح على الخبر المر: كل اليننيين مهزومون.. لا احد في اليمن الٱن سوى العجزة والمقعدين والأرامل، والثكالى، وبلاد بكر يتربص بها، وبثرواتها (من كل المسميات) هوام من اللصوص، ومن
الطامعين من قطاع طرق الحضارات والثروات، المتربصين بالبلدان من قديم الزمان، وإلا فلماذا طالت واستطالت الحرب اليمنية/اليمنية، مع كل ما للمنطقة من أهمية كبرى، ومع كل ما تملكه دول مجلس الامن الدولي، وغيرها من إمكانات تجعلها تملك كل القدرة لإيقاف عشرات الحروب، دفعة واحدة، لا حربا واحدة، في بلد طحنته ظروفه المعروفة منذ الستينات، وحتى الٱن..هذا فيما لو لم يكن خلف الأكمة ماخلفها؟! 
أيها اليمنيون العقلاء من كل الفرقاء..!! بعد هذا؛ أين تراها تكمن الحكمة اليمانية؟ أفي مزيد من الخراب والهدم، والقتل للطاقات والإمكانات، ام في قطع طريق تجار الحروب، وحرق أحلامهم بتحويل اليمن إلى بلد عجوز دون شباب، ودون طاقات، ودون أمل في المستقبل المشرق مثل كل الشعوب المتحفزة؟؟ 
لقد بلغ السيل الزبا، وأصبح من غير المعقول الاستمرار في احتساء المرارات، ولاسيما ان الجميع قد صاروا على يقين بأن لامصلحة ترجى لليمن في هذا العبث، فكيف بيمن دون يمنيين؟! وكيف بوطن دون مستقبل؟! 
وبوضوح نقول لأهل العقول: انتبهوا!! لا وطن لنا غير هذه البلاد، ولن يقبلنا أحد من صناع الفتن المعروفين لدى الجميع، وتجار الحروب المتخمين من عوائد الويلات التي صنعوها ويصنعونها للشعوب المنكوبة بفعل مؤامراتهم، ثقوا أنهم لن يقبلونا ولو مواطنين من الدرجة العشرين، فإما أن نكون مع اليمن معززين، ومكرمين، وإما أن نصبح كاليتامى في موائد اللئام، لا ولي، ولا نصير. 
سيقول البعض: وما عسانا لن نصنع، ونحن لا نكاد نملك حتى رؤوسنا؟! نقول: اصنعوا شيئا، كل حسب قدرته وإمكاناته.. قولوا كلمة صدق، انصروا بلادكم ولو بكلمة، واعلموا أن الاعمال العظيمة قد تبدا بكلنة صادقة مخلصة، وان هذا الوطن يستحق منا كل الوفاء، وكل تضحية، وحتى لا يأتي يوم نقول فيه: كان هنا بلد يؤوينا، وكان هنا وطن ترتفع به الرؤوس.