آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

عن تفاهة السلام

الجمعة - 27 يناير 2023 - الساعة 08:32 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


قد تصبح تفاهة الحرب مقدمة لتفاهة السلام متى مانتهت وطويت صفحتها وقد تصبح تفاهة السلام النهاية المنطقية لتفاهة الحرب متى مادشن وفتحت صفحته.

وحالة التسابق المتسارعة لإحلال السلام تشي بتلكم التفاهة المتناهية وعلى كل الاصعدة فمتى ماكانت اهداف الحرب قابلة للتسوية قبل تحقيقها يكون السلام قابلا للتحقيق وممكنا حدوثه.

ومن الطبيعي ومن الطبيعي جدا أن تكون اهداف الحرب في مكانا آخر مختلف تماما عن المكان والاتجاه الذي ظننا بأنها تسير في مساره وتوجهه المعلن عنه قبل أن تغدو الحرب ويغدو السلام تفاهة.

ومن الواضح ومن الواضح جدا بأن الاطراف التي حاربت وتخندقت في حرب التفاهة ليس لها علاقة بسلام التفاهة المزمع انجازه وتحقيقه على حساب توجهاتها وحساباتها الخاضعة لرغبات ومصالح من اوهموهم بأن الحرب حربهم والسلام سلامهم.

ولن يحفل قاموس الكوميدياء السوداء والسخرية السياسية بسلام كالسلام الذي تتبلور صياغته والمضي في إنفاذه وتطبيعه بين اطراف الأزمة ومعهم رعاتهم الإقليميون والدوليون.

وأن كانت معالم السلام القادم لازالت في طور التهيئة والتمهيد إلا أن المؤشرات الناضحة بالتنازلات والتراجعات ستعيد جميع الخصوم والفرقاء لنقطة الصفر الأولى والتي سيتقاسم الجميع مخزونها القادم كنقطة صفرية لحرب جديدة.

والغاية تقول أن تبقى مريضا على الدوام وسيتكفلون بنقديم الدواء والمسكنات اللازمة لابقائك مريضا وهكذا هي الشعوب التي لابد وأن تبقى مريضة والتي محرما عليها استعادة عافيتها وقوتها.

ولكن الطامة كل الطامة وفي كل العصور أنك مريضا من الداخل والداخل لايمكن أن يشفى طالما وأنه يعتقد بأن الشفاء سيأتيه من الخارج الذي يعبث بداخله المريض.