آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:46م

افيقوا من غفلتكم يا هؤلاء.

الأربعاء - 25 يناير 2023 - الساعة 05:48 م

موسى المليكي
بقلم: موسى المليكي
- ارشيف الكاتب


المجتمع اليمني مثله مثل غيره من المجتمعات العربية والإسلامية فيه الأخطاء وفيه الصواب ، فيه السلبيات وفيه الإيجابيات فيه المحافظة وفيه الحداثة. ..مجتمع يحمل التناقضات كغيره وله ثقافته و سماته الخاصة به ولا يستجيب عموما لأي فكر جديد بسهولة .

والدورات التثقيفية والتعليمية التي تقوم بها جماعات الإسلام السياسي سنية وشيعية وغيرها لافرادها  في اليمن دورات خاصة لعلوم خاصة وتوجهات خاصة تهم تلك الجماعات وفق أهدافها السياسية وبرامجها أكثر مما تهم المجتمع بشكل عام.

والاخطر ان تلك البرامج والتوجهات تاتي من خارج الحدود اليمنية بمعنى أنها ليست يمنية المنشىء والهوية ،  ولذلك فإن كل من يلتحق بتلك الدورات إذا لم يكن لديه وعي سابق سوف يخرج من تلك الدورات حاقد على المجتمع وكاره له ينظر إليه على أنه مجتمع فاسد منبطح  خانع لليهود والنصارى  يجب تغييره باي شكل حتى ولو  بالعنف.

من هنا يبداء العنف اللفظي تجاه المجتمع أفراد وجماعات ، ثم يتطور هذا العنف شيء فشيء في ظل عقول  يتم غسلها بحيث لا تعرف حق التعايش والاختلاف والتسامح  ليتحول الأمر إلى العنف اليدوي وصولا إلى ما هو أشد منه .

قد لا يدرك الكثير خطورة هذا الأمر ولكن فكرة كره المجتمع إذا تولدت لدى شخص أو جماعة هي بداية الانفصام بين هذه الجماعات وبين المجتمع وهي بداية  العنف بكل أشكاله وهو ما يؤدي حتما الى الوصول الى الارهاب ودخول المجتمعات أكثر في دورات العنف والتنكيل تحت مبررات شتى.

نشؤ نتوءات تتولد في الجسم اليمني تتصادم معه فكرا وثقافة وتحاول فرض ثقافات دخيلة عليه بعيدا عن ثقافته الوسطية السمحة ، نتؤات تكبر باستمرار  سيجعلها عبارة عن أورام خبيثة في جسم المجتمع قد تقضي على المجتمع برمته بما في ذلك أن تقضي على نفسها فهي سبب الداء .

قد يقول قائل أن ما ورد في المقال غير صحيح فيجب تثقيف المجتمع وتوعيته لمواجهة أعدائه. ..وكاتب المقال مع هذا التوجه بشرطين الاول : أن يثقف المجتمع بثقافة وسطية لاتنشر الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع ذاته ، والثاني :  وان لا تغيب هذه الثقافة  حق التعايش والتسامح والتفاهم داخل المجتمع  مع وجود الاختلاف .

أي تثقيف يخلو من هذين الشرطين فإن نتيجته معروفة وهي أن المجتمع لن يصل إلى أعدائه الحقيقيين. .فهذه الثقافة كفيلة بخلق العداء داخل المجتمع بحيث تنشى بين مكوناته معارك جانبية ستصبح هي سيدة الموقف بحيث يقضي المجتمع على ذاته واعدائه يتفرجون عليه باستمتاع  .