آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

المناطق المحررة

الإثنين - 23 يناير 2023 - الساعة 08:52 م

عبدربه الزهري
بقلم: عبدربه الزهري
- ارشيف الكاتب


احيانا يراودني الشك ومثلي الكثير من المواطنين في اننا قد تحررنا وان مناطقنا أصبحت (محررة) بحسب ما تسمى او ينطق عليها بالمناطق المحررة وما يثير شكي وشك الكثيرين بهذا الخصوص هو أني لم ارى ما يدل على ذلك من أثر إيجابي لهذا التحرر المزعوم وكل ما أجده هو ان لعكس صحيح وهو العبودية والاستعباد في كل شيء.

بل إنه وصل الأمر إلى أن كلمة (محررة) تكاد أن تكون مجرد نكته سمجه جدا يتم تسويقها وتكرارها علينا ليلا ونهارا بدون حياء أو استحياء من قبل كوميدي فاشل في مسرحية هزلية أكثر فشلا أيضا فإن كنا فعلا قد تحررنا.

فلماذا مازلنا مقيدين بشتى انواع المعاناة في حياتنا اليومية لماذا ازداد الفقير فقرا والغني غناء لماذا قرارنا مسلوب وثرواتنا منهوبة وكرامتنا تهان على أبواب المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية لماذا كل تلك الأزمات والجرع والغلاء الفاحش الذي يخنق الجميع بلا شفقة او رحمة لماذا اقتصادنا منهار ووضعنا من سيء إلى اسوء!؟ لماذا مازلنا نتخبط في دوامه الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والخدماتي لماذا ضاعت الحقوق وانتشرت الجريمة وفتكت بنا المخدرات؟

لأن أصل النهاية من ال.. لماذا.. في ظل هكذا حياه يعيشها الناس بشكل يومي.. ب (المناطق المحررة) ولهذا سأتوقف واكتفي بما تم ذكره من ال.. لماذا.. في هذا الحيز.

علينا أن نعي وندرك اننا مازلنا لم نتحرر حتى هذه اللحظة. وان نقر ونعترف بأنها كانت ومازالت وستظل مجرد كلمه فضفاضة كان الغرض والهدف منها فقط دغدغه المشاعر وزراعة الوهم والتظليل علينا فقط.

وعلى من يسوقها أن يعي ويدرك أيضا أنها لم يعد لها طعم أو نكهه أو مبرر لتكرارها. وعليهم أن يستحدثوا شي اخر وكلمه أخرى غيرها حتى يستمر كذبهم وتظليلهم لهذا الشعب المسكين. المبتلى بهم وبغبائهم المنقطع النظير التحرر ليس فقط.  انتصارا عسكريا في معركة هنا او حرب هناك.

التحرر يعني الخروج من واقع مؤلم إلى واقع أفضل وأجمل يعني أن ننهض ونقف على ارجلنا بعد أن سقطنا لا أن نسقط ألف مرة أن نعيش بكرامة. وامان. واكتفاء التحرر يعني أن نبني مأتم هدمه من جديد. لا أن نهدم ما تبقى لدينا وان نرتقي بكل شيء عقولنا ثقافتنا صدق نوايانا التحرر هو زراعه الخير للأجيال والحفاظ على ثرواتهم المهدورة.

التحرر هو تكسير كل قيود الجهل والجوع والبطش التي تغرقنا في بحر الفوضة والمجهول التحرر ليس مجرد كلمه تقال في المحافل الدولية والإقليمية والقنوات الفضائية بل هو أسلوب عمل ونقله من واقع تعيس إلى واقع سعيد يسود فيه التساوي والمساوة وفرض هيبه القانون على الكل دون استثناء.

هذا هو التحرر الذي مازلنا نتطلع إليه ومتى ما تحقق  حينها فقط سنقول اننا قد . تحررنا .