في مثل هذا اليوم: 23،يناير، 2017م، قبل 6 سنوات من الآن، حقق أبطال العمالقة الجنوبية بقيادة قائدهم المغوار أبو زرعة المُحرَّميّ نصرهم المشهود وانتصارهم العظيم على المدِّ الإيراني في المنطقة، وأعلنوا تحرير مدينة وميناء المخا في الساحل الغربي الموقع الاستراتيجي الهام.
إن أبطال العمالقة قبل أن يتم تشكيلها ألوية كانوا 4 كتائب من المقاومة الجنوبية، ومعهم اللواء 20 مشاة التابع للواء الركن: هيثم قاسم، لم يجدوا المخا على طبق من ذهب، ولم تكن المعركة التي خاضوها سهلة، بل قدموا التضحيات وساروا في معركة مليئة بالصعوبات والعوائق لمواجهة المدِّ الفارسي الإيراني الذي كان يعتبر في المخا منطقة استراتيجية لعبور الدعم ووسائل الموت الإيرانية لعملائها الحوثيين؛ لذلك استماتوا في البقاء فيها ورموا بكل ثقلهم، ولكنهم تقهقروا أمام عملية الرمح الذهبي الخالدة بقيادة القائد المغوار: أبو زرعة المُحرَّميّ.
استراتيجية وأهمية المواقع التي سارت فيها عملية الرمح الذهبي جعلتها معركة أشد تعقيدًا، وأكبر ضراوة وشراسة كونها انطلقت في بداية يناير، 2017م، من باب المندب صوب مدينة المخا؛ التي يوجد فيها ميناء كان تستخدمه إيران لإنزال السلاح والخبراء لعملائها الحوثيين، ورغم ذلك إلا أن أبطال العمالقة الجنوبية تحدوا الصعاب وقدموا التضحيات، وأثبتوا أنهم اشجع وأقوى من مليشيات الحوثي الإرهابية، وصنعوا النصر الكبير على إيران وعملائها.
ما صنعه الأبطال في هذا اليوم التاريخي الخالد يُعدُُ بالنسبة لمدينة المخا ملحمة وذكرى لا تنسى، كما أن الحوثي وأسياده في إيران لن ينسوها أبدًا؛ كونها أحبطت مخططاتهم التدميرية التي كانوا يدبرونها لليمن والوطن العربي ويتخذونها منفذ عبور، ونقطة إنطلاق لتمدد المشروع الفارسي في كل اليمن والدول العربية المجاورة، كما كانت إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب لخنق العالم؛ ولكن وجود رجال العمالقة وعملية الرمح الذهبي بدعم وجهود الأشقاء أبطال وأشاوس القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حال دون أن تتمكن إيران من تحقيق مخططها اللعين، وانتصر العمالقة والتحالف العربي للمنطقة والعالَم، وهزموا المد الفارسي.
ففي هذا اليوم الذي شع فيه شمس النصر المبارك في مدينة المخا؛ التي ابتهل وفرح أهلها بتحرير مدينتهم وعتقها من صلف وظلم وجور وممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية، محطة ذكرى لما تحقق فيه من نصر وما من قبله وبعده من أحداث ومتغيرات؛ إذ شكلت بعد هذا النصر الكتائب التي نفذت العملية إلى ألوية أطلق عليها قائدها ومؤسسها أبو زرعة المُحرَّميّ (ألوية العمالقة الجنوبية)؛ لما لها من استحقاق في هذا الاسم كونهم عمالقة فعلًا، وكان اسمًا على مسمى، وسار بتلك الألوية بعد تشكيلها محققًا الانتصارات المتتالية والكبيرة في غرب الأرض وشرقها للتنكيل ودخر وطرد المدِّ الفارسي وعملائه.
بهذه الذكرى هناك ما لا ينسى وواجب علينا نتذكرها بكل لحظة هي التضحيات الجسيمة التي قدمها الأبطال الشهداء العظماء الذين سطروا التاريخ بدمائهم، وصنعوا نصرًا مباركًا أفضى إلى إزاحة شر الغزو الفارسي وصناعة قوة عملاقة نكلت وقهرت الإرهاب الحوثي أينما وُجد، فنسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يجعل مثواهم الجنة، وأن يشفي الجرحى!