آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-10:22م

ليلى في العراق مريضة

السبت - 21 يناير 2023 - الساعة 10:54 م

خالد بن سعد الشنفري
بقلم: خالد بن سعد الشنفري
- ارشيف الكاتب


يقولون ليلى بالعراق مريضة 
فما لك لاتضنى وانت صديق

سقى الله مرضى بالعراق فأنني
على كل مرضى العراق شفيق.

كتب الشاعر والاديب الباحث الاستاذ عبد الستار احمد فراج في مقدمة مؤلفه ديوان مجنون ليلى ص 24 الذي قام فيه بجهودا مشكوره :-
(وما اكثر المجانين بليلى فهذا امر طبيعي ، اذ ان الليليات في العرب كثيرات ، والعشاق كثيرون.

شخصيا لست من هواة كرة القدم ولا اتابع الا المباراة النهائيه ، وقد تنفسنا الصعداء مؤخرا منذ أول فوز لمنتخبنا الوطني بكأس الخليج الذي توالت بعده انجازات الاحمر.

كانت المقوله خليجيا في الثمانينات والتسعينات ان عمان تدخل مباريات كأس الخليج كمشاركه وليس للتنافس لحداثة نهضتنا مقارنة بدول الخليج الاخرى وحداثة عهدنا بأندية ومنتخب كرة القدم عموما بعكس اخواننا في دول الخليج الاخرى وتقبلنا ذلك ، الا اننا قد أصبحنا الان عكس ذلك تماما واصبح  ذلك من الماضي وذلك هو ديدن الحياة  واصبحت كل المنتخبات تعمل لمنتخبنا الف حساب وحساب.

دورة كأس الخليج 23 الاخيره كان العمانين قاطبة يراهنون على فوز منتخبهم بالكأس والذي اصبح ينظر اليه كمنافس قوي للفوز بهذه النسخه من الدوره  ليرفع رصيده من  نهائي الخليج الى 3 كؤوس غاليه ويواصل طريق تألقه صعودا في خارطة كرة القدم عربيا واسيويا وعالميا.

تشاء الاقدار الذي تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن ان تصبح المواجه النهائيه على الكاس بين عمان الامبراطوريه والعراق الحضاره ومن لايعرف التاريخ المشترك بين البلدين قديما وحديثا ليس معني بهذا المقال.

لاشك ان عنوان هذا المقال " ليلى في العراق مريضة " قفز لمخيلة كل لاعب في المنتخب العماني عندما أيقن بأن منافسه النهائي للفوز بالكاس هو العراق!

كيف لحفدة بحارة السفينه العمانيه (الرحماني) التي قادت في العام 1775 اسطول عماني كسر السلسه الحديده التى وضعها الفرس بعرض شط العرب لمنع اي نجده بحريه وبقوه بحريه مكونه من 10 الاف مقاتل لنجدة البصره من الحصار الفارسي الآثم الذي انقض عليها بعد ان فتك باهلها طاعون بغداد .

انه لموقف لايحسد عليه ابطال منتخبنا الوطني ، ليلى لازالت مريضه وحرمت من كأس الخليج لاكثر من ثلاثة عقود ، فهل ينتزع احفاد رجال الاسطول العماني والسفينه الرحماني الفرحه بالكاس من البصره اليوم ومن وسط ارضها واستادها الرياضي المهيب جذع النخله وجماهيرها الغفيره المتعطشه للكاس بعد طول انتظار وبعد ان كان اجدادهم الوحيدون من العرب الذين هبوا لاعادة  الفرحه لها  بفك حصار جيوش الفرس عليها بقيادة كريم خان زند  قبل 248 من اليوم.

ليس المنتخب العماني هو الوحيد الذي وقع في هذه الحيره التي تكاد تكون صدمه لدرجة ان البعض جاهر بذلك وتمنى الفوز للعراق ... ولكنها مباراة كرة قدم في الاخير اي لعبه رياضيه تنافسيه شريفه وقد خاصها ابطالنا ببساله على هذا الاساس بعيدا عن كل ما احيط بها وهذا بحد ذاته شجاعة رياضية ادبيه من منتخبنا يشكرون عليها وقد ظهرت في النهايه مشرفه للجميع وانعكست على اداء الفريقين وظهرت مباراه تاريخيه بمعنى الكلمه وابرزت المعنى والهدف الاصيل من هذه الرياضات ..مبروك لعراقنا ومنتخبه ومبروك لمنتخبنا ولنا.