أخيرا خرج المجلس الانتقالي الجنوبي من دائرة الصمت حيال القرارات الحكومية التي أقرت جرعة سعرية قاتلة ولكنه خروج غير مقنع ولم يرتق لمستوى المأساة التي تعصف وستعصف بالناس ...حيث أجتمع اليوم عددا من الوزراء الجنوبيين بما فيهم كتلة المجلس الانتقالي وإصدروا بلاغا صحفيا قالوا فيه : ( ... القرارات لم تحظ بالدراسة الكافية من قبل المختصين، ولم تناقش مع من يعنيهم الأمر في الغرفة التجارية في العاصمة عدن وغيرهم، كما وأنها نوقشت في مجلس الوزراء دون توفر النصاب القانوني، وفي ظل غياب الكثير من الوزراء المختصين.).أنتهى.
المجتمعون هؤلاء لم يوضحوا موقفا واضحا للانتقالي من هذه الجرعة في حال مضت الحكومة في تنفيذها. فقد أمسكوا العصا من الوسط وكفى الانتقاليين شر غضب السفير وآلـه... فأبعد ما بلغه هؤلاء من موقف أنهم أكدوا على أن هذه القرارات ستؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وزعزعة استقرار المجتمع أمنيا.) وهذا ليس أكتشافا مذهلا أتى به هذا البلاغ فكلنا نعلم ان الجرعة ستفاقم المعاناة وستطحن الجياع بين حجرتَــي رُحـى الفاسدين واللصوص. وبالتالي يكون هذا البلاغ فوق أنه يستخف بعقول خلق الله فأنه ليس أكثر من إسقاط واجب ومحاولة التحلل من حرج سياسي في مواجهة حالة السخط الشعبي العارمة ... بلاغ صحفي وموقف سياسي هزيلين كمن يفسير الماء بأنه ماء ويمارس الفهلوة.
ثم لا نعلم ماذا يعني هذا البلاغ بقوله أن قرارات الحكومة- التي يشارك فيها الانتقالي- لم يتوفر لها النصاب القانوني؟ فإن كان يقصد بالنصاب القانوني عدد الحضور الكاف لاجتماع الحكومة وعدم حصول قرار الجرعة على التصويت اللازم فلماذا صوت وزراء الإنتقالي على تلك القرارات ( الجرعة)؟ .فلم نسمع منه بيانا او تصريحا أكد على أن وزراؤه اعترضوا.
....مرة أخرى نهمس بإذن الإنتقالي :أنت تمضي إلى هوُةِ سحيقة ما لها قرار وتبعد حثيثا عن جماهيرك وتخذل البسطاء بقسوة.
