آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

الإعلام الشبيه بأهله؟!

السبت - 14 يناير 2023 - الساعة 04:15 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص
- ارشيف الكاتب


فواتيح جمل وعبارات فارغة متماثلة..قابلة للتأخير والتقديم والمبادلة ، كلمات منفوخة كاذبة لأهلها مشابهة مطابقة..اخبار سارية جارية لحكومات سارحة مروحة بالعافية متقادمة متباينة الأسماء والهيئات والولاءات لكنها بالأفعال والنتائج متخاوية أعمالها وأفعالها اخبار مكتوبة متداولة خوارزميات ملغزة متحدية  من يرتجي من ورائها فائدة أو معرفة شاهدة.

اخبار مرسلة من سنين طويلة مضت ومازالت تقدم عارية  ...عليك كمواطن أن تعكف على قراءتها وسماعها بالعافية ..لعل وعسى تتبدل  مساقاتها وتحمل مصادفة في طياتها بازغة قابلة عبثا للفهم والمداولة.

وتمضي السنون والنتيجة نفسها نفسها تقرأها وتقرا عليك المثل قائلة عشم ابليس بالجنة. والخلاصة هاهي كاملة.

_ناقش.وجه..وقف..ودعا..واكد..وطالب..وندد..واوصى.

_ناقش الاجتماع جملة من القضايا الهامة.

_اجتمع ووجه بمعالجة القضايا المتعلقة بمعاناة الناس.

_ووقف الاجتماع أمام جملة من التحديات  والمستجدات على الصعيدين المحلي والدولي.

_ودعا المجتمعون إلى أهمية العودة لطاولة الحوار.

_هذا وقد أكد الاجتماع على أهمية تنفيذ الخطط والسياسات التنفيذية للتخفيف من معاناة المواطنين.

_وطالب الاجتماع بسرعة استعادة مؤسسات الدولة واستقرار العملة. 

_ وندد الاجتماع بجرائم الحوثي

_وأشاد بمواقف الأشقاء والأصدقاء. ورحب بالمساعدة.

اخبار لا تضعك بالصورة من أي شيء وانما تزيد من حيرتك وتمعن في استغفالك كمواطن وكانسان. لابل وتراكم من أسباب اقترابك من حافة الموت كمدا عندما يخبرك أن هذه القضايا قد نوقشت في اجتماع مغلق ومن خلال الشاشة الإلكترونية!!!!!!

اخبار  تفتقر لأبسط مقومات الخبر ولمهامه ودوره ووظيفته اخبار محيرة ومريبة صادرة عن جهات رسمية ومؤسسات حكومية.

اخبار تقدم نفسها بصورة فريدة ونادرة لامثيل لها في عالم العمل الإعلامي وفي أدبياته واخلاقياته ومسؤولياته اعلام حتى الإعلام المدلس والمضلل سوف يصرخ ويلطم وجهه  احتجاجا إذا اعتبرته منه ونسبته له.

أننا إذا أمام اعلام رسمي شائه فاضح أصبحت خطورته لا تقاس في بؤسه وانحطاطه وإنما في قدرته على الاستمرار فى تقديم حكومات مغيبة الحضور  والفعل على طول مرات تشكلها واختلاف عددها وعتادها دون أن تحاول حتى على إعادة صياغة نفسها باتباع أسلوب مغاير ولو بسيط في النهج والأداء.

وهكذا في الوقت الذي كانت الحكومات المتعاقبة تسجل كل منها الالتحاق بفشل سابقتها . وفيما كانت تنهي الأولى ليبدأ دور ومصير انتهاء الثانية.  ضل الإعلام في مأمن لايمس  ليبقى دائما خارج دائرة الإدانة والتغيير .ليجتمع  بذلك مع الحكومات في الفساد والسقوط ولينجو وحده من ما ضلت تذان وتتهم به الحكومات .

  وعليه فإن حاجتنا للظهور على اول الطريق الصحيح تتلخص في أن لانتوقف عند تغيير الحكومات وانما الإعلام المرتبط بها وأن لا يتم من بعد الان تغيير الحكومات بدون محاسبة كما هو الحال بل لابد من المحاسبة والمسائلة حتى لا يكون الفشل مكافأة لمن سيرحل وعطية لمن سيأتي.

وأن يكون التغيير والمحاسبة هذه المرة شاملا الإعلام الرسمي الحكومي ووضع حدا لمسيرته الموغلة في الاشتغال على التلف والإتلاف السياسي والاجتماعي والوطني.