آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:21ص

وطني ... والألم مستمر

السبت - 14 يناير 2023 - الساعة 11:51 ص

فلاح انور
بقلم: فلاح انور
- ارشيف الكاتب


دفعني إلى كتابة المقال هو مااشعر به من الالم والحزن في حال وطني ، وهو ماكتبته سابقا في عدة مقالات ، وجلست وحدي بعيد عن كل هموم الغربة متجردا من كل عوامل المد والجزر التي قد تقيد الكاتب ويجعل في فمه ماء فلايقدر أن يكتب كل مايريد كتابته ، سالت نفسي سؤال بسيط وصعب في آن واحد ماهو السبب الحقيقي لكل مايجري في وطني الغالي منذ 21 سبتمبر 2014 !؟ تم تذكرت فجأة انني لست وحدي الذي يبحث عن إجابة مقنعة ومنطقية لهذا السؤال ، ولكن اين هي هذه الإجابة !!؟؟

كان وطني قبل 21 سبتمبر الاسود قد بدء ياخذ طريقة نحو التنمية والاستقرار ، وكان مستوى التعليم فيه قد بلغ درجة عالية من التقدم وفي جميع المراحل ، وكان القطاع الخاص قد بدء في لعب دور فعال في خدمة الاقتصاد لوطني ، وكانت موارد الدولة تشكل موردا رئيسا لدخل الدولة ، وكان جواز السفر اليمني يدخل بعض دول العالم دون تأشيرة ، وكانت التجارة مزدهرة ، وكان تميز  اليمنيين عن غيرهم من الدول النامية ، وكان الأجانب يأتون لوطني للسياحة ، ولم يكن أحد اليمنيين يلتمس العلاج في الخارج الإ في الحالات النادرة وليس كما هو الحاصل اليوم ، وكان المواطنون لايكادون يغادرون الوطن الإ للمهام العامة والخاصة ثم يسرعون في العودة إلى أرض الوطن ، لم تكن هناك أزمة بنزين ولا كانت الكهرباء تنقطع في بيوت اليمنيين ، وهذا قليل من كثير مما كان في وطني لازلت اتذكره واتحسر عليه .

لم يتوقع اليمنييون الذين هللوا لإسقاط نظام صالح أن يدخل الوطن مرحلة أسواء بكثير بعد انقلاب الحوثي على الشرعية ، والذي أنتج التدخل الخارجي وجعل وطني تحت الوصاية منذ عام 2014 وانقسم الوطن إلى قسمين ، محافظات تحت سيطرة الحوثي ومحافظات تحت سيطرة الشرعية ، والتي تجمعهم راية واحدة وتفرقهما أجندات وزعامات ومليشيات تعبث بمصير الوطن ، هاهو والمبعوث الأممي الذي يحمل ملف ثقيل فشل فيه سابقوه ، لانه جميع الأطراف لاتريد حل مقاس الأمم المتحدة ، مادام تكافوه القوة ميدانيا بين الشرعية والتحالف والمتمردين الحوثي المدعوم ايرانيا ، استحال الوصول إلى تنازلت ترضى طرفا على حساب الطرف الآخر .

انني اتاسف على حال وطني وشعب وطني في ألمه المستمر ، فجميع المغامرين يريدون خرابه ودماره ، يريدون لأنفسهم نفوذا وسيطرة وتحالفات ليس من أجل الوطن ، وانما لمصالحهم  وأهدافهم الضيقة البعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن ، واقول لهم كفى تجاهلا لإرادة الشعب ، وعليكم النظر حول الشعوب الأخرى  التي تتمتع بحياة كريمة امن واستقرار وشعب وطني في ألم مستمر .