آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-11:13م

الـخـلـفـيـة "ب" !!

السبت - 14 يناير 2023 - الساعة 09:48 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


في المقابلة التي أجريت مع رئيس المجلس الإنتقالي مطلع العام الماضي قيلت خلالها عبارة مهمة ربما أختزلت الواقع السياسي بالمناطق المحررة وحقيقة أدوار اللاعبين المحليين فيه، وهي : " لم نكن نود الدخول في حكومة فيها الإصلاح، لكن التحالف أصر .." .. ولكن، ما تفسير ذلك ..واقعيا؟

حاليا وبالفعل، لازال يجسد كل من الشرعية اليمنية والإنتقالي الجنوبي طرفي الزيجة السياسية لتحالف المصلحة بين السعودية والإمارات في اليمن .
لذلك سيبدو جليا هنا أن بقاء ومصير العلاقة بين النقيضين مرتبط تماما بطبيعة الظرف السياسي الذي تمر به الأزمة اليمنية، وقبل ذلك بمستقبل حلف المصلحة بين قطبي التحالف باليمن والذي أوجد لنفسه بالضرورة زيجة مفروضة وظرف سياسي طارئ يمدانه بحيوية البقاء ومقتضيات الإستمرار ..

وإلى ذلك فعلا، ظلت تمثل معظم صور العلاقة بين الخصمين السياسيين هناك بما فيها التشكيل الحكومي الحالي شكلا مختصرا وتعبيرا أخرا عن مدى الإمتثال لرغبات المتحكم أكثر منها نموذجا سياسيا لرغبة محلية خالصة هدفها تطبيع الأوضاع وتقديم المصلحة العامة للبلد  .

مؤخرا، إتجهت الامور نحو عودة التوتر وزيادة التلويح بمواجهة عسكرية وشيكة بين طرفي الزيجة السياسية للتحالف على جغرافيا حضرموت !!
أي بتنا أمام صورة خلاف متجدد يتم الدفع بها مرة أخرى الى واجهة المشهد مع الإبقاء على الصورة الإطارية والنمطية لحالة التوافق السياسي بين الخصمين قائمة ومستقرة، وهي صورة ديناميكية تشبه الى حد كبير صورة أحداث شبوة قبل أشهر .

وهنا؛ كيف يمكن فهم هذا التناقض المريب؟
في تقديري، هناك تفسيران :

ـ الاول، هو أن الحاجة إلى السير في سيناريو اعادة رسم خارطة مشهد الصراع عبر بوابة الواقع الجيوسياسي تتطلب بالضرورة وجود مظلة سياسية داخلية توافقية لشرعنة التحولات الجيوسياسية المطلوبة، والتأكد دائما معها بأن جميع الوقائع ذات الصلة مهما أثارت جدلا واسعا اثناء عملية إرسائها ستبقى في حكم المنجزة وردود فعلها في حكم المحتواة، وهو التفسير الاقرب حاليا كما جاء في صدر قراءة سياسية سابقة طرحنا خلالها أهم نقاط التحول ومآلاتها في ملف الصراع .

- الثاني، ويتعلق بفرضية تطور حالة تباين الرؤى بين قطبي التحالف بشأن إدارة المشهد السياسي للصراع الى واقع خلاف مصالح غير معلن بين الحليفين لكن في حده الأدنى، حيث لازال تأثير الحلفاء الدوليين حاضرا في إحتواء أي نوع من أضطراب العلاقة المحتمل بين القطبين الخليجيين باليمن، على الأقل في الوقت الراهن .

وهنا ستدعو الحاجة الى توقف الأمر عند تحركات أدوات الداخل الموالية للتعبير مجازا عن واقع الخلاف والرغبة لدى كل قطب خليجي في فرض رؤيته الخاصة والمعبرة غالبا عن سقف المصالح ومستوى التحديات التي يجب الاعداد لها كأولوية منفردة تسبق قرار الإنخراط في تشعبات المرحلة القادمة وما قد تتطلبه عملية الإنتقال المتوقعة إلى مسار جديد لإدارة وحل الصراع باليمن من تحولات وإستحقاقات سيتعين على الجميع التعاطي معها وربما ضرورة الإسهام في تحقيقها .

الأن، على الأرجح سيصبح بأمكانك وبطريقة أكثر واقعية قراءة " الخطة ب " التي وصف بها المجلس الانتقالي طبيعة تحركاته المقبلة في حضرموت، ومدلول تغريدة رئيس الوزراء الاسبق خالد بحاح ردا على بيان الخطة تلك، وقبل ذلك دافع الدعوة الى قيام مشروع دولة حضرموت الرافض لأي تواجد او كيان لاينتمي للهوية الحضرمية، كل تلك التطورات بالإمكان فهم جزء كبير من دلالاتها فقط بالعودة الى خلفياتها السياسية .    

محمد الثريا