آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

عودة التأريخ...

الجمعة - 13 يناير 2023 - الساعة 09:08 ص

عبدالعزيز الحمزة
بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


وقع تحت يدي كتاب (كنت هناك ..عدن ..أحداث يناير ٨٦م ) للصحافي الفرنسي  ديفيد جارودي . ترجمة محمود بهنسي. 
هذا الكتاب الذي تحدث عن أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦م . ككاتب محايد نقل الأحداث بتجرد كما حدثت بحسب مشاهدته خلال تواجده في عدن قبل وأثناء اندلاع الصراع الدامي .
وانا أقرأ الأحداث والوقائع ، كأنني اسمع من يتحدث عن الواقع اليوم لا عن أحداث حصلت قبل اكثر من ٣٧ سنة.
التأريخ يعدي نفسة في الحاضر اليمني بكل تفاصيل صفحات القبح والصراع وسفك الدماء ، وضياع الدولة ، وانتشار الفقر والجهل والمرض ، الثالوث المخيف لكل شعب ، وفي كل زمان ...
اننا نحتاج إلى التعايش والقبول بالآخر والشراكة الحقيقية في إدارة شؤون الحياة ، لننعم بالسلام والحياة الكريمة التي تليق بأدميتنا. 
اكتفي بهذه المقدمة وسانقل لك أيها القارئ الكريم ما قاله الكاتب بالنص دون زيادة او نقصان وهو يتحدث في مقدمة الكتاب . 
قال : 
انهم يتقاتلون يذبح كل منهم الآخر.. طلقات الرصاص ونيران المدافع تدك كل شيء ، اختلط الأخضر باليابس.. انقلبت الحياة الى جحيم.. قتال الأعداء.. امر محسوم ومعروف..ولكن قتال الأصدقاء قتال الاخوة.. قتال الرفاق شيء فظيع وكريه.. ومعاد لكل ما هو انساني .. الرغب والفزع واللهفة والخوف على الابن والزوج والطفل والاخت، الرعب المزوج بالمجهول.. لا مياه.. لا كهرباء.. انت مقتول.. لا .. ستقتل بعد لحظات.. انت قاتل.. لا ستقتل بعد برهه.. انت من؟ انت الرفيق انت الصديق.. انت الأخ.. انت امي وابي.. انت ابن بطن عروبتي.. انت ابن تاريخي.. انت نتاج جهادنا الطويل.. وحصاد سنوات الشقاء .. انت رفيق الحياة..
انت متهم.. انت مقتول.. انت قاتل..
ابحثي ايتها الام الحزينة.. عن بقايا مياه .. في وعاء مهمل. فالاطفال يموتون  عطشا.. يموتون ظلاما وظلما.. يموتون.. احتجاجا.. على من احقن وريدهم الحقد والغدر وملأ قلوبهم بدماء ملوثة بالغدر من اجل صراع المناصب والكراسي والأفكار!!
عدن.. تحترق.. ايقنت تماما انها ستتحول الى بيروت أخرى.. رجعت الى دفاتري القديمة اتلمس تحليلا سابقا او معلومات تائهة عن لعبة الكبار!! أيقنت.. ان الكرة سيلقى بها من الشمال.. من بيروت.. الى الجنوب في اليمن.. أيها الأصدقاء.. احترسوا.. احذروا.. لا تنخدعوا وتشتركون.. في مباراة خاسرة.. اللاعبون فيها خاسرون.. المتفرجون خاسرون.. الحكام.. خاسرون!!
مباريات.. دون نتائج.. دون اهداف .. دون فائز او منهزم.. المستفيد منها.. هم أصحاب اللعبة الكبرى.. منظمو البطولات الوهمية والصراعات الخفية والنعرات القبلية والعرقية والطائفية.. انهم يقتلونكم وبايديكم،.. او يجبرونكم على الانتحار.. ايمانا بشعارات زائفة مصطنعة، يسحبونكم الى ساحة الإعدام رميا برصاص مصنوعا  لديهم.. ومشانق صلبة متينة جاءت من بلادهم، نقلتها بواخرهم وطائراتهم.. ولا يهم ان تدفع نقدا الان، يكفي ان توقع على فواتير الحساب.. ليسددها اولادك من دمائهم.. نقدا، ولا يهم فقد يدفعها أبناء الأبناء.. من ورثتك القادمين!!
احذر.. فاللعبة الخاسر فيها أخيرا واولا انت.. حتى لوكنت فيها فائزا.

اين الرجال؟ ..هكذا نطق احمد مطر شعرا

امض – ان شئت – وحيدا .
لا تسل: اين الرجل؟.. كل اصحابك رهن الاعتقال! 
فالذي نام بمأواك أجير متامر- ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر.
وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله.. كافر!!
ندموا من غير ضغط – واقروا بالضلال. 
رفعت أسماؤهم فوق المحاضر- وهوت أجسادهم
 تحت الحبال.
امض – ان شئت – وحيدا .
لا تسل : اين الرجال؟
انت.. مقتول على اية حال.
انتهى
::

عبدالعزيز الحمزة الجمعة ١٣ يناير ٢٠٢٣م