آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

شراكة السلطة مع الحوثيين !

الأربعاء - 11 يناير 2023 - الساعة 11:10 ص

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب



برزت في الآونة الأخيرة أصوات تنادي بضرورة التفاوض مع الحوثيين ، التفاوض من حيث المبدأ هو عملية ترتقي اليها الأطراف المتصارعة لإيقاف الدمار ونزيف الدم خصوصا ان مجمل الصراعات في المنطقة هي من أجل السلطة ، وحدة هذه الصراعات اوقدتها التدخلات الإقليمية ، في اليمن نشاءة الأحزاب اليمنية بأمر الحاكم ، وتماهت كثير من الأحزاب السياسية مع الديكتاتورية المغلفة بدمقراطية " الحاكم  الملك " .. وفرخت الأحزاب الداعمة لذلك بل أن كثير من الأحزاب اليمنية تحمل على عاتقها إرث من الفساد وتعكير صفاء اللعبة السياسية في الداخل وصولا حد الاقتتال ومازالت الى اللحظة هذه الاحزاب ورموزها تلعبان لعبة تدمير الوطن . 
لم يصل الحوثيين الى صنعاء الا بماركة أحزاب ورموز نافذة في الحكم السابق ، صنعاء تم تسليمها للشباب المؤمن بإتفاق الأمان ، وانتشر الحوثيين في جميع مفاصل الدولة والمجتمع بمباركة السلطة السابقة هناك  ، ساهم أكبرحزبين يمنيين تصارعا على السلطة والثروة وبعيدا عن الديمقراطية في كل هذه الويلات ، شكل المؤتمر الشعبي العام الحليف الاستراتيجي للحوثيين وبايع الإخوان سيد الحوثيين أيضا في أحد كهوف مرآن ، معضلة الحل المستدام يصنعه مثلث اضلاعه المؤتمر والإخوان وانصار الله ، بل اصبح هاذين الحزبين هما الأكثر فتكا لكل التحركات التي تدعم إضعاف الحوثيين .
بنظرة بسيطة يختفي أي دور سياسي او عسكري في مناطق الشمال اليمني لأي قوى مناهضة للحوثيين ، وتزداد حدة التدخلات والتآمر في المناطق الجنوبية التي حملت على عاتقها والى اللحظة كسر التمدد الحوثي وإضعاف سطوته على القرار السياسي والعسكري في كل الأرض ، لم يتغير الخطاب اليمني أن الجنوبيين مجموعة مرتزقة وهو خطاب يدعم وبقوة الاحقية الأخلاقية قبل السياسية لمعارك الحوثيين في الجنوب واليمن ، والتماهي مع هذا الخطاب أخطر من مجموع الغام الحوثيين وصواريخهم ومسيراتهم .
ذهب صالح عبر رصاصات الحوثيين الى بطانية مقتولا وفيها تم دفن المؤتمر الشعبي العام ، لحقه عزل محسن الأحمر الذي اتهم وهو نائب رئيس بتسليمه للحوثيين مناطق الشمال والجوف ونهم وصولا الى اطراف المجمع الحكومي لمأرب وكذا ارباك عدن عن طريق مأرب وشبوة .. السعودية والإمارات ليست بحاجة لدخول الحرب في اليمن ، صنعاء رقصت على اطراف السعودية بزوامل : " مكة حقنا " .. وجاء التدخل السعودي الإماراتي ليس من أجل صنعاء بل من أجل عدن في المقام الأول والذي أكده الكاتب الأمريكي مايكل نايتس في كتابه الموسوم عنوانه : ( 25 يوما الى عدن ) والذي حدد صراحة ان دول الخليج رسمت خطا في الرمل لمنع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من السيطرة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية ، والتحكم بخطوط الملاحة الرئيسية  للملاحة التي تربط نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس .
الأطراف والاحزاب السياسية اليمنية التي تمارس الفوضى السياسية وتعزز من إرباك معنى الحرب ومعنى السلم في ان الحرب صنعها التحالف وان السلم لن يكون الا على طاولة تفاوض تفضي الى شراكة سياسية مع  الحوثيين هي اطراف واحزاب عابثة مدمرة تمعن بكثير من الأذى على الوطن وعلى شعبها في الشمال اليمني ، والحقيقة التي لا تغيب عن هذه الأطراف ان الواقع الإقليمي والعالمي ومقتضيات الاستقرار تعززان من صناعة قوة جنوبية عسكرية مقاتلة حليفة للتحالف العربي يراها الجميع تتوسع يوما بعد يوم  ، لم يستفيد من هذه القوة الشمال اليمني من أجل تطهير صنعاء وستصبح سياج قوي لدولة جنوبية قادمة وفق خارطة سياسية واحدة ناجزة او مؤقتة بإقليمين .