لم تعد أحوال الناس تحتمل كل ذاك الكّم من الفساد والفشل الذريع وغياب الخدمات وتدهور وغياب الحد الأدنى لمعيشة الإنسان ماديا، والهدم لكرامته وقتله معنويا وجسديًا وهذه لوحدها كافية أن تسبب جروح غائرة لا تندمل وتبرئ بل وأشد فتكا من جراح السلاح ...
ما الذي قدمته سلطات الأمر الواقع للمحافظات الجنوبية للمواطن سوى حكومة المجلس الرئاسي او المجلس الانتقالي الجنوبي وما هي الانجازات والخدمات التي انجزتها لحياة المواطن؟! لم تقدم شيئا ونموذج نستطيع أن يقول المواطن هنا آثار الدولة ومن هنا مر وزرائها وهنا نُصبت ووضعت حجار الأساس لمشاريع تلامس حال المواطن.
مع الأسف الشديد لا شيء يذكر غير تكريس المعاناة والإهانة والإفقار وإدخاله في غياهيب الضياع لهذا الشعب العزيز الحر الجبار .
لا مبرر للصمت من قبل الشعب إذاً ولا بد من ثورة تصحيح ثورة جياع يريدون أن يحصلوا على كسرة خبز آمنه وشربه ماء نضيفه، لم يعد هناك شيئا يمكن أن يخسره المواطن الجنوبي اليوم في الجنوب، فلقد أصبح الموت والحياة على صعيد سواء بالنسبة له. لاخدمات، لا راتب، لا استقرار للعملة، غلا فاحش للسلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، وجرعة جديدة في أسعار المشتقات النفطية.
بل اجزُم إن الموت أهون وأعّز وأشرف في نظر ممن ياكلون من مقالب القمامة ومن يشترون الدقيق بنصف الكيلو جرام.
فاليوم لا بد أن يصدح صوت الثورة والغضب والجوع لامناص منه ضد كل من لهُ يد في هذا الوضع ..
واختتم هذا المقام بقول الشاعر:
إن الأنين الذي كنا نردده سراً
غدا صيحة تصغي لها الأمم
والحق يبدأ في آهات مكتئب
وينتهي بزئير ملؤه نقمُ
