آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:35م

ارجع لذلك

السبت - 07 يناير 2023 - الساعة 09:17 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص
- ارشيف الكاتب


هناك من يحاول جاهدا وبكل إصرار ومثابرة ومعاندة بأن يظهر حبه وعشقه لعدن من خلال التباكي عليها ايام كانت ترزح تحت الاحتلال البريطاني مصورا ايها كقطعة من قطع الجنة.

  الكهرباء فيها لا تعرف الانقطاع والانوف لا تستنشق الا البخور وأرقى العطور الباريسية واجساد سكانها ترفل في أبهى الحلي والحلل ملابسهم من أرقي ماركات العالم. وان تجارتها واسعة ومزدهرة وان شوارعها نضيفه واسعة لا يرى فوقها الا أحدث وأثمن السيارات المصنعة عالميا.. وان عدن قد كانت منطقة حرة ومينائها ومركز ا تجاريا بالغ الازدهار والنمو.

لا ادري كيف يستطيع هذا البعض الذهاب وراء كتابة ونشر هكذا مزاعم واباطيل دون وضع أدنى اعتبار لعقل وفهم وادراك القارئ الذي عاش وعايش قبله ومعه الفترة أو الحقبة الزمنية التي يصفها ويتحدث عنها. (وما هي عنا ببعيد) 

الذين لا اعتقد أنهم سيضنون عليه بتعريفه بالوقائع والأحداث والأوضاع التي كانت عليها عدن إبان فترة الاستعمار البريطاني لها. والذي ظل ينظر إليها ويتعامل معها كقاعدة خدمات عسكرية

وكمحطة تموين ونقطة مراقبة وسيطرة وتتجسس واستكشاف وتبشير. ومركزا نشطا لتسهيل نهب وتهريب والمتاجرة بالمخطوطات والآثار. دون أن يهتم او يقدم كمستعمر بالمقابل على بنا وتطوير البني التحتية والرفع من مستوى الخدمات فيها أو الاهتمام بإنسانها إذ ضلت عدن منذ الاحتلال في١٨٣٩م وحتى صبيحة الاستقلال ١٩٦٧م .

عبارة عن ٩٠/من المساكن من الصفيح والأكشاك الخشبية المفتوحة على بعضها. ومخازن (مخزن ودارة) في ارقى حالاتها

٩٩/من سكان هذه المنازل والذي كان معظمهم من المستحلبين من مستعمرات التاج البريطاني حينها يقضون لياليهم على اضواء الفوانيس والمسارج اليدوية.

  و٩٩/من المساكن يتم التخلص من مخلفات ساكنيها داخل مستوعبات من الصفيح يتم جمعها من (الجلالي) باليد من قبل عمال مهمشين.

الطرق التجارية البرية بين عدن والمدن الأخرى طرق رملية شاقة ومعظم وسائل النقل المستخدمة لذلك هي الجمال.

  أكثر من ٩٩/ من المساكن في كريتر والمعلا والتواهي تمون بالماء عبر خزانات تجرها الجمال أو مستوعبات تحمل على أكتاف (الورادين).

عدد المباني من فلل وشقق تعد بالأصابع ومخصصة لكبار ضباط الجيش البريطاني والمسؤولين وكبار الموظفين والزوار وكبار التجار الغربيين.

  عدد الفنادق هي الأخرى تعد بالأصابع وكذا مرتاديها أما غالبية القادمين من الداخل اليمني أو البحارة العاملين على الزعائم يفترشون العراء على أسرة من الحبال.

أما الادعاء بأن عدن كانت ثاني او رابع ميناء حر ه في العالم. ففيه جهل كبير بما تعنيه مينا حر أو منطقة حرة. ولسنا بحاجة هنا إلى أن نخوض في هذا الأمر .بقدر ما يهمنا توضيح المقصود من اعتبار ميناء عدن كانت رابع مينا في العالم أو هكذا أطلق عليها من حيث كونها تعمل على تموين سفن الأسطول الحربي والسفن التجارية التابعة المستعمرات البريطانية. والذي جاء عقب الانتهاء من بنا مصافي عدن بالبريقة في العام ١٩٤٥م أما الميناء الداخلي فقد ظل يعمل بخصائصه الجغرافية كواحد من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم .والذي عمد المحتل إلى عدم تطويره من خلال بنا أرصفة وتزويدها برافعات وآلات مناولة حديثه فقد ابقى عمليات شحن وتفريغ السفن عبر الصنادل البحرية والحمل على ظهور (الحمالين)  من الزعائم .

إذا علينا أن نفرق بين مينا حر ومنطقة حرة وبين محطة تزويد السفن الحربية والتجارية بالوقود وبين منطقة حرة ومركز تجاري وبين عدد من الدكاكين في زقاق من أزقة التواهي يقوم بخدمة البحارة والتبادل معهم بالسلع.             

ان مثل هذه الكتابات المفرطة في الكذب والخداع ورفع الصوت بجهالة لا تنتقم  من مرحلة أو اشخاص  وانما يعد انتقام من مجتمع  برمته ماضيه وحاضره ومستقبله .وتحولها إلى مجرد أبواق تخدم  بوعي وبغيره اهداف مبينة ومصالح معادية مدمرة  غير راضية على خروج المجتمع مما هو فيه. 

  ورأفة بهؤلاء نقول الحقيقة تبقى حقيقة وان طال أمد حجبها وتشويهها والحقيقة كل الحقبة هي معرفة اين نقف الان وما هو المطلوب منا لتستعيد مكانتنا بين الشعوب .