مشتاق عبدالرزاق
▪️منذُ فترة طويلة قرأتُ عن أحد الأندية العربية بأنه مرّ بضائقة مالية، فما كان من أحد نجوم هذا النادي إلا أن باع سيارته الوحيدة وقدَّم ثمنها للنادي اعترافاً منه ووفاءّ وعرفاناً منه لناديه الذي كان سبب شهرته وانتشار نجوميته.
▪️ومنذ فترة طويلة أيضاً قرأتُ بأن نجم الكرة السعودي واللاعب العربي الدولي آنذاك، الكابتن ماجد عبدالله، تكفَّل بدفع قيمة عقد المدرب الأجنبي الجديد لناديه نادي النصر السعودي، طبعاً في تلك الفترة التي كان اللاعب ماجد عبدالله من أبرز نجوم الكرة السعودية والعربية.
▪️طبعاً .. قد يكون الخبران اللذان بدأت بهما موضوعي المُتواضع هذا، عاديين للغاية وقد يكون قد مرعليهما الكثيرون من القراء آنذاك مرور الكرام، مثلهما مثل أي خبر رياضي يحدث هنا أو هناك على سطح عالمنا المترامي الأطراف.
▪️لكن .. دعونا نمعن النظر ونطيل التفكير في "أبعاد" هذين الخبرين، بل ونتساءل ونقول: هل هناك لاعب - أي لاعب - في بلادنا مهما كان حجمه أو شهرته قدم أي مبلغ - صغر أم كبر - لدعم ناديه ومساعدته وحل الأزمة المالية التي يعاني منها ؟
▪️هل هناك أي لاعب تنازل عن بعض مستحقاته المالية ولا نقول كلها من مرتبات وحوافز ومُكافآت لتذهب هذه الأموال لصالح ناديه بغية تطوير العمل الرياضي وإنهاء الأزمة والضائقة المالية داخل ناديه!!
▪️لم نسمع أي شيء من هذا القبيل، بل نسمع عن لاعبين يهددون إدارات أنديتهم بالتوقف عن مزاولة التدريبات والتمارين في حالة عدم حصولهم عن رواتبهم وحوافزهم ومرتباتهم .. إلخ!!
▪️نسمع عن لاعبين نجوم "دلوعين" و"مُدلّلين"،يستلمون مكافآتهم المالية أول كل شهر ، ويا لطيف ألطف ، إذا مر الأسبوع الأول من الشهر ولم تمتلئ جيوبهم بتلك المكافآت،بالرغم من أن نجومية البعض لم يعُد لها وجود، ويا للأسف الشديد!!
▪️نسمع عن لاعبين همّهم الأول والأخير كيفية "هبر" هذا المسؤول الرياضي أو ذاك وما هي الطريقة أو قولوا "الخطة" التي من خلالها يمكن كسب ودّ و"جيب" فلان أم علان!!
▪️بالتأكيد ومن دون شك هناك لاعبون يأتي الانتماء والولاء لأنديتهم في المرتبة الأولى، وفوق كل اعتبار، لذا فهم يقدمون الكثير والكثير لأنديتهم ويخلصون لها بل ويحافظون على سمعتهم بعيدين كل البعد عن "بريق الفلوس" الذي يسيل لسماعه لعاب معظم زملائهم اللاعبين الآخرين.
▪️صدقوني ، اللاعبون المخلصون الأوفياء لأنديتهم سيظلون محط إعجاب الجميع، أما أولئك "الهبارون" فطبعا - أنتم أعزاءنا القراء - تعرفونهم، إن لم يكُن "العبد لله" كاتب هذا المقال يعرفهم أيضاً ويكرههم.. لا غفر الله لهم ولا سامحهم!!
شعر ظريف
إذا غامرتَ في طلب العلالي
فلا تركِن لعم أو خال
ونافق ما استطعتَ بلا حياء
وقبِّل نعل أصحاب المعالي