آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-09:17م

أقفال الأقيال

الإثنين - 02 يناير 2023 - الساعة 07:22 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري
- ارشيف الكاتب


 أعتقد أن المخطط الذي يستهدفنا نحن كعرب، يستهدف وطننا الذي هو الوطن العربي، ويستهدف ديننا الذي هو الاسلام، ومن بعض مساراته تتمثل في استخدام الهوية ضد الدين تحت مسمى قومية ، واستخدام الدين ضد الهوية تحت ادعاء لا اعتبار في الدين لمسمى الوطن ، وكلاهما تطرف ويتحدان في محاربة الدين والوطن ويدينان بالتبعية لمراكز قوى خارج الوطن العربي  وهدفهما استعمار وطننا بطريقة ظاهرة أو باطنة كونهما أدوات كما هدفهما أثارة الصراع والشقاق العربي الداخلي.

خطورة مسار الأقيال على الهوية تكمن في عدة جوانب نتحدث هنا عن الأول منها :

- تجزئة الهوية العربية واثارة صراع بين الهويات المجزئة.

جعل الهوية العربية محصورة في اليمن وتجريد الآخرين منها وهذا ما يثير صراع مع باقي الدول وعلى رأسها دول شبه الجزيرة، بالإضافة إلى اشعار الآخرين بالدونية واظهار فرق بين الهوية اليمنية والهوية العربية، وهذا ما يتشابه مع المخطط الفارسي وأمثاله الذي يستهدف الهوية العربية برمتها إلا انه استخدم طريقة أخرى يريد من خلالها فصل الهوية العربية عن اليمن وبأسلوب يثير الصراع الداخلي مع بقية العرب.

 اليمن اسم جهة محصورة على المناطق التي تقع  يمين الكعبة والتي تعتبر حالياً جنوب المملكة وشمال اليمن وجنوبه ، والتي تستطيع أن تطلق عليها جميعها اليمن نسبةً لموقعها يمين الكعبة أو الجنوب العربي نظراً لموقعها جنوب الجزيرة العربية ، واسم الجهة ليس محصور على دولة بعينها  ، فالدول عبر التأريخ تتغير وتختلف حدودها وهذه سنة الله في الحياة ، أما اتجاه الجهة يظل ثابتاً لم يتغير فاتجاه اليمين لم يكن يتغير يوماً ويصبح اليسار ، وكلما يهم هو أن تظل الهوية العربية راسخة في هذا الاتجاه وكل الاتجاهات ، وفي كل الدول في شبه الجزيرة العربية والوطن العربي ، كون الهوية هي عامل التوحد وجمع الشمل لجميع العرب بجميع دولهم.

العرب اليوم يعتبرون ثلاثة أقسام في الوطن العربي بما فيه شبه الجزيرة العربية، عرب عاربة ومستعربة وعرب آخرون جاءوا مهاجرون قديماً ومؤخراً وأصبحوا ذات جنسية عربية وأعتقد جميعهم يتواجدون في كل دول الوطن العربي.

وهذه الثلاثة الأقسام إذا اتحد فيها قسمين قضوا على الثالث كطريقة لتحقيق التوازن ولمواجهة قسم يريد يستعلي على القسمين الآخرين، كما أن توحيدها الثلاثة تحت مفهوم الهوية العربية هو السبيل الوحيد لتوحيد الصف الداخلي ومواجهة المؤامرات على كل الأوطان العربية، 

ولذا كنا بحاجة أولاً لتوحيد العرب العاربة التي تقع في اليمن وشبه الجزيرة وغيرها ، ثم التوحد مع القسم الثالث من العرب المهاجرون قديماً والمجنسون حديثاً تحت مسمى العدالة والمواطنة ، ومع القسم الثالث العرب المستعربة الذين يدعون أفضليتهم الاصطفائية واحقيتهم الإلهية والذين أصبحوا أدوات تتبع إيران ، نحن بحاجة لتعزيز هويتهم العربية لتفويت الفرصة على الغير ليستخدمهم أداة ضد أوطانهم العربية بما يجعلهم يتحدون معنا تحت مظلة كلنا عرب وليس عربياً من يكون تابعاً لأنظمة خارج العربي ، أو ينقسمون إلى قسمين ويتحد معنا القسم المتمسك بهويته ضد القسم الذي أصبح أداة بيد أعداء العرب.