آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:36م

الهوية الجنوبية .. وحروبهم التي لا تتوقف !!

الأربعاء - 21 ديسمبر 2022 - الساعة 05:13 م

عباس ناصر السقاف
بقلم: عباس ناصر السقاف
- ارشيف الكاتب


يجب أن نعلم أن الأخوة في اليمن يعيشون على تصور ومفهوم خاطئ أن الجنوب جزء لايتجزأ من اليمن، ولهذا ينظرون من عشرات السنين بعين المكر والخديعة وبكل الطرق ، كيف نتبع كل الأساليب لضم الجنوب وجعله جزء من بلادهم، وهم بذلك صوروا الأمر للأجيال المتعاقبة هذه النظرة ، لذا تلاقي العامل الذي يعمل على جاري وعامل البسطة وعمال البناء والاكشاك الفقراء والمطحونين لديهم نفس النظرة

ولانستغرب في ذلك صحيح أن بعض هؤلاء تم إقامة لهم دورات أمنية خاصه لتجديد وتنظيم مهامهم وأتوا إلى الجنوب نازحين من ظلم الإمامة وأستقبلهم الجنوبيون بفطرتهم في حق الجوار واكرموهم واصبحوا ثوار بل ذهبوا معهم لإنجاح انقلابهم وثورتهم لكن جزء كبير من الإخوة اليمنيين بقوا  في الجنوب واصبحوا في مراكز  القرار الجنوبي وهم مازالوا يحملون فكرتهم الخاطئة أن الجنوب جزء من اليمن وعملوا بنفس طويل على زرع الفتن بين الجنوبيين توجت بمأساة يناير 86 التي كانت مقدمة على ذهاب الجنوبيين إلى المجهول بعد أن تم تصفية وهروب اخر قيادات الجنوب وكان ذلك بحرب ظالمة في احتلال الجنوب وكل ذلك تم بعد افراغهم الجنوب من الداخل وتسوية أمرهم مع الاقليم والعالم.

ولأن شعب الجنوب شعب حي لايقبل الضيم تم خروج الشعب الجنوبي في ثورة سلمية بعد أن فهم  حجم المؤامرة عليه من الإخوة الأعداء وكانت أولى خطوات الجنوبيين إعلان مبدأ التصالح والتسامح الذي كان أهم منجز خرجوا به وانطلقت الثورة السلمية بقيادة الحراك الجنوبي 2007م .

وكانت هذه الثوره زلزال هز مضاجع نظام صنعاء الذي شعر أن كل جهده الذي عمل عليه طوال السنوات الماضيه قد ذهب سدى معتمدا على أوهامه التي ورثها  وأورثها  لاجياله مخالفا بها الحتمية التاريخية أن الجنوب شعب وأرض وهويه تختلف كل الاختلاف عن اليمن مهما دلس وبذل من أموال في أعمال وممارسات قتل وإرهاب ابناء الجنوب ولن تثنيهم خلال فترات احتلالهم السافر للجنوب في 94 حتى اليوم وهم في حرب مفتوحة بكل الصور والأشكال.. فيوم ينعتون أهل الجنوب بأنهم إرهابيين ويكسر شعب الجنوب ذلك بهزيمة الإرهاب وطرده وهو إرهاب معلوم مصنعه ونشأته، ويأتي يوم لتصنيف ثورتنا السلمية أنها تتبع إيران وتأتي الحقيقة التاريخية ، الهوية الجنوبية في هزيمة الحوثي ودحره  من كل بقاع الجنوب .

واليوم ونحن في مرحلة متقدمة من نضالنا الجنوبي وفي ظل الظروف المعقده التي نمر بها من تداخل المصالح بين الإقليم والعالم يجب على كل جنوبي أن يضع نصب عينيه حقيقتين ازليتين لايمكن أن يخرج مسار التاريخ عنهما مهما كثرت العواصف وازدادت ضبابية الرؤية..

الحقيقة الاولى أن الجنوب شعب وهوية وارض تم احتلالها ولايمكن لاحد مهما بلغ به الصلف بأنه يمكن ابتلاع هذه القضية لان ثمنها قوافل من خيرة ابناء الجنوب قضوا نحبهم ومازال شعب الجنوب يتوق لتقديم الأكثر في سبيل الحرية والزمن والتاريخ شاهدا على ذلك..

والحقيقة الثانية أن لا نحسن الظن بعد اليوم بابناء اليمن في نصرتنا أو قول كلمة حق من عامل الفرشة إلى كبار هوامير المصالح فهم يعيشون ثقافة الوهم أن الجنوب جزء من اليمن.

       (منصب دثينة)