آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

ما الذي يحتاجه الرئيس العليمي لإستعادة الدولة؟

الأحد - 18 ديسمبر 2022 - الساعة 01:23 م

د.عادل الشجاع
بقلم: د.عادل الشجاع
- ارشيف الكاتب


لا يحتاج المرء إلى تأكيد بأن الشرعية لم تتعرض لحالة من الانكشاف السياسي كما هي عليه اليوم ، ولا نبالغ في الاستنتاج إذا قلنا إن تفصيلات المشهد القائم هي الأخطر منذ اختطاف الحوثيين للدولة ومؤسساتها ، وأن الشرعية وما مرت به من تطورات على مدى سنوات الحرب الثمانية لم تكن بحجم الخطر الذي تتعرض له اليوم ، هناك إخفاقات للدبلوماسية على المستوى الدولي وعجز شبه كامل عن مواكبة الحملة التي يقودها نشطاء حوثيون للالتفاف على شرعية اليمنيين .

إذا لم يتقن الدكتور رشاد العليمي فن السياسة فلن يستطيع الدفع بالأزمة اليمنية في اتجاه الحل ، وليس أمامه من خيار سوى اختيار دبلوماسية نشطة قادرة على تمثيل الشعب اليمني وإلزام مجلس الأمن بالقيام بواجبه تجاه اليمن ودعم الشعب اليمني في استعادة وممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف ، فالدبلوماسية الحالية أدخلت الشرعية في عزلة ، ووصلت إلى أدنى مستوياتها ، إلى درجة أن هناك تحولات كبيرة وخطيرة في المواقف الإقليمية والدولية على حساب الشرعية .

يحتاج الدكتور رشاد العليمي إلى إعادة صياغة الخارجية واختيار سفراء للدول الخمس دائمة العضوية ومندوبين لدى المنظمات الإقليمية والدولية ملمين بالجانب الدبلوماسي وبتاريخ الدول ووضعها السياسي والحزبي والقدرة على الدفاع عن حقوق الشعب اليمني لدى الدول وفي المحافل الدولية .

مازالت الفرصة بيد الدكتور رشاد العليمي لدفع قضية اليمن إلى النجاح ، فالصراع معقد وهو خارج الأخبار ، مما جعل الرأي العام الدولي غير مطلع على حقيقة الصراع ، وغالبا ما يكون النقاش حول اليمن في سياق دور المملكة العربية السعودية في الحرب ، إضافة إلى تعامل أمريكا والاتحاد الأوروبي مع اليمن من خلال السعودية ، مما يجعل خلافات هذه الدول مع السعودية ينعكس على اليمن واليمنيين .

لقد أدت الحرب إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وهي واحدة من أسوأ الأزمات في العالم ، ولم تستطع الشرعية استثمار هذه الأزمة لإيجاد حلول نهائية بدلا من الهدنة التي وفرت الوقت للحوثيين وعززت سلطتهم وانتزعت التنازلات من الشرعية وجعلت اليد العليا للحوثيين 
وهنا يواجهنا سؤال ، كيف ستؤدي المفاوضات إلى تثبيت الشرعية وإيجاد حلول مقبولة للشعب اليمني والشرعية مغيبة عن هذه المفاوضات ؟

ليس أمام الدكتور رشاد العليمي متسع من الوقت ليضيعه ، فهو ملزم بإعادة صياغة الدبلوماسية لتعزيز الظروف الأكثر ملاءمة لصالح الشرعية وإطلاع العالم بخطورة ما تقوم به عصابة الحوثي الإرهابية من تغيير للمجتمع اليمني وقيادته على طريقة طالبان في تلقين الأطفال بدلا من تعليمهم ومنع المرأة من الخروج إلى الحياة العامة ،
إضافة إلى إقناع المجتمع الدولي بأن المساعدات الطارئة لا تستثمر في مستقبل اليمن ، بل تعطل التنمية وتضعف البنية التحتية ، نحتاج إلى دبلوماسيين يقولون للعالم ، إن قيمة المساعدات يجب ألا تتوقف عند درء المجاعة ، بل تعمل على إعادة بناء وتقوية البنية التحتية والمؤسسات اللازمة لمنع مزيد من التدهور ويقولون أيضا ، إن الإرهاب ليس داعش والقاعدة ، بل والحوثييون أيضا يمثلون خطرا على مستقبل البشرية .