آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-10:52م

الإبر المهدئة .. والضحك على الذقون !!

السبت - 17 ديسمبر 2022 - الساعة 02:34 م

ناصر الجريري
بقلم: ناصر الجريري
- ارشيف الكاتب


لو رجعنا قليلا الى الوراء وبالتحديد في اواخر العام الماضي 2021 م حيث اعلنت حكومتنا الموقرة وعلى لسان وزارتها
( الخدمة المدنية والتأمينات) عن بدء إطلاق العلاوات السنوية والتسويات لكافة منتسبي الوحدات الادارية لموظفي الدولة في جميع المناطق والمحافظات المحررة وهي خطوة ممتازة وإيجابية لوا انها طبقت على ارض الواقع واقرتها الحكومة حتى ولوا من باب المصداقية لمرة واحدة تصدق مع نفسها ومع المواطن وتنفذ تلك الوعود من بين الكثير من الوعود التي قطعتها على نفسها منذ قبل وكذلك الوعود الاخرى المتعلقة بالملف الاقتصادي للبلاد !!

لكن للاسف يتفاجئ المواطن واولهم الموظف المسكين زيف تلك الوعود والتي ماهي الا إبر تخدير وضحك على ذقون الشعب والمواطن .
وهذا كله هو إمتصاص لغضب الشارع وتهدئته ضناً منها انها بذلك ستسكت افواه الشعب ويسكت المواطن بتصديق مثل تلك الوعود والزيف وان إبر التخدير لهذا الشعب قد اتت ثمارها ونجحت في تخديره وتنويمه ؟
لكنها في الحقيقة لاتعرف بالمقابل ان هذه الحيل والمسكنات لم تجدي نفعا بعد اليوم كون المواطن قد فهم الدرس وعلم في غرارة نفسه ان مثل هذه الوعود سوى كذب وزيف تمارسه الدولة والحكومة على الشعب فلا وجود لعلاوات ولا لتسويات ولا حلول إقتصادية ولا تثبيت لعملات ولاحتى وديعة .

إلى اليوم لم يرى الموظف اثراً لتلك الوعود سوى على اوراق اوتصريحات عبر شاشات التلفاز وفي النشرات وعلى الصحف والمجلات .
والمسكين ظل منتظرا ومراقبا بشغف لتلك الاخبار والتصريحات شهوراً وايام على امل ان تنفرج لكن للاسف انطوت عليه تلك الحيلة وإبر المسكنات .
لذلك لما رأت الحكومة الشارع يتحرك من جديد بادرت بالحيلة الثانية وهي إعلان عن إبر ومهدئات بما تسمى بالمنحة او الوديعة السعودية قبل شهرين والمقدرة بملياري دولار والمقدمة كمنحة ودعم كما يقولون من الاشقاء في التحالف العربي والتي كان قد  اعلن عنها التحالف العربي قبل عامين او ثلاثة اعوام تقريبا وانها بإذن الله سيعلن عن التوقيع عليها خلال اسبوع من إعلانها ومع ذلك ظل الشارع الجنوبي مترقب لها وحالماً بها فبوصولها ستحل كافة مشكلاته الاقتصادية وينتفع منها الموظف المدني قبل العسكري وستطلق من خلالها العلاوات والتسويات  وتحل معها مشكلة العسكريين والأمنيين بانتظام رواتبهم   وستثبت العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية وا وا وا ...الخ

ومع الأسف الشديد كذلك منذ إعلان التوقيع على هذه المنحة قبل شهرين والى اليوم لم يرى الشارع اثرا لها يذكر تبخرت هي الاخرى كما تبخرت من قبل وعود العلاوات والتسويات للموظفين .

السؤال هنا يطرح نفسه .. الا تخجل الحكومة من نفسها في الاستخفاف بالمواطن والموظف ؟
الا تجيد حلول لحلحلة الوضع المعيشي المتردي الذي يعيشه المواطن غير هذه الوعود والابر المخدرة له ؟؟؟

أقولها بصراحة وبلسان حال وضمير كل مواطن غلبان وبلسان حال الموظف البسيط والمسكين ، اقولها بصوت الجندي الصابر والمكتوي بنار الدين وغلبة المديون له ، وبصوت كل اسرة فقيرة عفيفة إكتوت واكتوى عائلها بنار الغلاء المعيشي والجوع ..إن اتقوا الله فيهم يكفينا وعود ومهدئات الشارع والشعب تشبع منها وضاق اعطوا هذا الشعب والمواطن حقوقه ومستحقاته من خيرات بلاده المكفولة له قانونيا اصدقوا مع هذا الشعب ولوا مرة واحدة يكفي ضحكا على ذقون الاخرين 
لاتمتحنو صبر الشعب وسكوت الشارع على هكذا وضع فالوضع يسووء يوما بعد يوم وعام بعد عام في ظل صمت وتجاهل الحكومة لمطالبه .

نتمنى ان تصل هذه الرسالة للحكومة وتعيها جيدا لعلا وعسى تحن وترأف بحال الشارع الجنوبي وتلبي مطالبه وحقوقه ولكي تتدارك الوضع وتعمل على تصحيح المسار والإسراع بوضع حلول جذرية وحزم إقتصادية جديدة وبنية صادقة لانتشال الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي للمواطن والعمل فورا على إطلاق جميع مستحقات موظفي الدولة والمتقاعدين منهم والعمل ايضا على دفع مرتبات الوحدات العسكرية والامنية بانتظام وفي كل شهر اسوة ببقية موظغي الجهاز المدني اليوم من خلال الاسراع في عملية توريد وتوحيد جميع القنوات والاوعية الإيرادية من جميع المحافظات المحررة ومن خيرات وموارد البلاد وضخها للبنك المركزي اليمني بإشراف لجنة إقتصادية مختصة مشكلة خيرا لنا من مئة وديعة وشحته على الورق لإنتشال الوضع الاقتصادي للبلاد خلال المرحلة القادمة .
والله من وراء القصد