آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-07:08ص

التفكير العلمي

الخميس - 15 ديسمبر 2022 - الساعة 06:04 م

د. ربيع العوبثاني
بقلم: د. ربيع العوبثاني
- ارشيف الكاتب



د. ربيع العوبثاني ــ ديسمبر 2022

نعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين ومازلنا كمجتمع نعيش في الظل بين سائر المجتمعات على مستوى الأقليم والعالم، وحسبنا أن نبحث عن سر هذا التخلف والأسباب والعراقيل التي جعلتنا كذلك، ومن النظرة الأولى سندرك بأننا أمام معضلات كبيرة وأننا مازلنا نتبع ونسلك نفس الأدوات والأساليب القديمة التي لا تمت بعالم اليوم بصلة، هذا العالم الذي تتسابق فيه الدول والمجتمعات للصدارة وإبراز أفضل مالديها في كل المجالات والميادين وتسعى فيه هذه المجتمعات أن تضع لها مكانة عليا في عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة. وإذا أعدنا التساؤلات مرة بعد مرة ندرك أن هذه المعضلات الكبيرة والمعقدة والمتوارثة سببها استخدام الأساليب والأدوات غير الصالحة في عالم اليوم وكل ذلك لأننا أهملنا أمرا مهما في حياتنا وتغافلنا عنه وسفهناه وقللنا من قيمه الا وهو العلم، فبالعلم ترتقي الأمم وتتطور وتجاوز تخلفها وحل مشاكلها. لذلك فالحاجة اليوم كبيرة لوضع أسس جديدة وابتكار طرق تخرجنا من أزماتنا وتلحقنا بركب الحداثة والتطور وتساعدنا على الحفاظ على القيم والمثلى العليا لمجتمعنا، وذلك سيكون من خلال العلم واستخدامه في التفكير المستند على العقل والبرهان والأبحاث وتتوافر فيه الأدوات المعرفية الحديثة في كل المجالات وخاصة في مؤسسات ومراكز التعليم والعمل على بناء مؤسسات الدولة الحديثة والمعاملات التجارية والإدارة وفق الأسس العلمية الحديثة المبتكرة، فلم يعد في الوقت المزيد من التكاسل والتغافل والإهمال والتسويف، فالسير بمجتمعنا بالنظرة العفوية الفوضوية السائدة لم تعد ذات جدوى وفائدة فالمجتمعات المتطورة هي مجتمعات حية ديناميكية مبتكرة لأنها أمنت بالعلم والنظرة العلمية وجعلتهم نبراسا لإدارة شؤون حياتها في كافة الميادين وحجزت لها مواقع متقدمة في عصر المنافسة والتكولوجيا والمعرفة.