آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-01:30م

استنزاف الحوثي لابناء القبائل اليمنية

الأربعاء - 14 ديسمبر 2022 - الساعة 04:35 م

د. لمياء الكندي
بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


 

جميعنا يعرف ان لولا شيوخ القبائل وابناء القبائل اليمنية الذين خضعوا لسلطة الحوثيين تحت اي مسمى سواء  بالترغيب لشيوخ القبائل او الترهيب لما تمكن الحوثيين من عبور مسافة كيلو متر واحد تجاه صعده وعمران وصنعاء وغيرها .

شكلت القبيلة محور الحرب ومفتاح السيطرة الحوثية وجميعنا تابع خلال سنوات الحرب أساليب الغدر والقهر والإرهاب ونكث العهود والقتل والتشريد والإهانة التي لحقت بعشرات المشائخ المؤيدين للحوثيين كونها علاقة اتباع وايمان مقترن بولاية وتفويض مطلق لا يراعي اي اعراف ولا أخلاق سوا مبدأ التبعية التي تلغي كينونة ومكانة القبائل اليمنية لصالح زمرة خبيثة من المشرفين والقادة السلاليين.

دفع القبائل التابعين ثمن تبعيتهم او بالأصح عبوديتهم الدم الكثير لقاء هذه التبعية.

ودفع مشائخ القبائل ثمن تبعيتهم من  كرامتهم ومكانتهم الاجتماعية التي صودرت منهم لصالح الاسر الهاشمية المتحكمة بتسيير الحرب والمسيطرة على كل مرفق ومكانة داخل مؤسسات الدولة وخارجها.

يستبد الحوثيين اليوم بابناء القبائل ومشائخها للدرجة التي تجعلهم عاجزين على تدارك او رفض كل سلوك حوثي يمس واقعهم ويعرض أعراضهم وارضهم واموالهم وابنائهم لخطر القتل والنهب والمصادرة .

لا تزال مشاهد التصفية الحوثية لشعرات المشائخ التابعين لهم عالقة في اذهان هذه القبائل التي فقدت ايمانها وثقتها بالحوثيين لكنها في الوقت نفسه وجدت نفسها مضطرة للانصياع لهم ومجبرة على الاستمرار في دعم مسيرتهم ليس من باب الولاء ولكن من باب تدارك الشر والإرهاب والنقمة الحوثية.

في احدى الحورات بيني وبين اكليلة حره من اكليلات اليمن حول سيطرة الحوثيين على القبائل واستزافهم للقبيلة اليمنية التي وجدت نفسها مجبرة قصرا على التعامل مع الحوثيين اخبرتني تلك الاكليلة كيف كان الحوثيين عبر الهاشميين في قريتهم  يمرون على بيوت القبائل بيت بيت ينادون شباب القبيلة بالاسم " اين فلان ليش ما قد خرج يجاهد انتوا عارفين اننا في عدوان ولا ماش" يتم ارسال ابناء القبائل بمن فيهم الأطفال الى الجبهات، فالطقوم الحوثية الفارغة كانت تنزل القرى كل يوم لتخرج محملة بعشرات المقاتلين بمن فيهم اولئك الذين لم يحملوا بندق في حياتهم.

وكانت المفاجأة تأتي دائما محملة بالخبر السيء بأن كل من كانوا في الطقم قد استشهدوا وتم قتلهم عبر قصف من طائرات العدوان حسب ما يقولوا للأهالي.

والعجيب ليس في مقتلهم العجيب ان سائق الطقم الهاشمي الذي تعرض للقصف كان دائما يعود  سليما الى القرية ليحرض على جمع شباب اخرين دون ان يقتل.

تتسأل "  كيف ابناء القبائل يقتلون بينما سائق الطقم الهاشمي لم يقتل"،  ماحدث لهم ليس قصف ولا حتى معارك جبهه.

هناك دائما تصفية متعمدة وجريمة مركبة تستهدف ابناء القبائل من اجل اضعاف القبيلة وفقدانها أبنائها وتكريس الثارات القبيلة لخلق عدو وهمي يحفز القبائل على الاستمرار في دعمها للحوثيين ضد مرتزقة الشرعية وضد دول العدوان حسب التعبئة الحوثية للقبائل.

في مقدمة اي جبهة وفي الصفوف الاولى لاي معركة يضحي الحوثيين في الصف الأول من المقاتلين من ابناء القبائل غير المدربين والمؤهلين، لفتح ممرات وخطوط قتالية جديدة، ومن اجل هذه الغاية يدفعوا بهم للمحرقة ليمهدوا الطريق للفوج الثاني الاكثر تدريبا وهكذا حتى تتلاشى عدة افواج قتالية من ابناء القبائل مقابل ما يعتبره المتمردون نصرا يستحق التضحية بهم.

عند خطوط التماس يكون ابناء القبائل في الواجهة وعند احتدام المعارك يكون ابناء القبائل كثيرين العدد وقود هذه المعارك.

وعند الحسابات التنافسية الخاصة بين قيادات التمرد يكون ابناء القبائل ثمن هذا التنافس ومادته للدفاع عن هذا السيد وعن ذاك وهذا المشرف وذاك .

اثناء عمليات القصف لطائرات التحالف العربي لمعسكرات الحوثيين او اماكن تجمعهم تجد جميع هذه المواقع مكدسة بابناء القبائل الذين تم التضحية بهم لصالح حسابات ووسخ السياسة مع علم الحوثيين بان اماكن تجمعهم مكشوفة ومستهدفة.

لا يسعنا الوقت هنا للحديث عن جرائم الحوثيين في حق اتباعهم من ابناء القبائل ولا التحريض للثورة والانتفاض عليهم لما لمثل هذا الفعل من عواقب وخيمة وارهاب وقمع لا نرضاه لهم حاليا دون اسناد حقيقي من الدولة الشرعية لليمنيين.

ولكن يبقى ندائنا واملنا لابناء القبائل ومشائخها ان يوقفوا  ارسال أبنائهم الى محارق الموت الحوثية وذلك اكبر الجهاد مهما كلفهم ذلك التوجه. 
لقد استنزاف الحوثي ابنائكم وصادر قراركم وحياتكم ولقد حان الوقت للممانعة ووقف الدعم والتضحية وان كان ولابد من المشاركة القتالية معهم فيجب تقليلها على ان تركز على العقائديين ممن اقتنعوا بهم وزمرة المحرضين والمستفيدين.

على مشاىخ القبائل منع محاولات  التغرير على ما تبقى من ابناء القبيلة او جرهم للحرب، بطلب هذا الشيخ وذاك أوقفوا  حركة التغرير ولا تتسلحوا بغواية الضعفاء ليكونوا صك نجاة لكم ومأمن من إرهاب المليشيات ومشرفيها فلا عهد ولا امان او ضمان لهم فلا تكونوا شركاء في الدم والهدم دون ان تكون لكم على الاقل سلطة او مشيخه او اعتبار. 
ودمتم بخير