آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:03ص

غابت إيطاليا عن مونديال قطر فحضرت المغرب

الإثنين - 12 ديسمبر 2022 - الساعة 10:45 م

بكري العولقي
بقلم: بكري العولقي
- ارشيف الكاتب


صنع منتخب المغرب التاريخ ببلوغه (السيمي فاينال) لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ،  وكتب أسود الأطلس عهداً جديداً للكرة العربية والإفريقية كأول منتخب يصل لهذا الدور المتقدم في كأس العالم عبر التاريخ ، وأصبح المنتخب الثاني الذي يزاحم منتخبات أوروبا وأمريكا اللاتينية في دور نصف النهائي بعد المنتخب الآسيوي "كوريا الجنوبية" في مونديال 2002 عندما استطاع الشمشون الكوري حصد المركز الرابع آنذاك.

ما يمّيز منتخب المغرب خلال مشاركته الكبيرة في هذه النسخة من كأس العالم هو الطريقة الدفاعية التي ظهر بها أسود الأطلس في جميع مبارياتهم التي خاضوها ، حيث استطاعوا من خلالها التعادل مع وصيف العالم منتخب كرواتيا وهزيمة ثالث العالم بلجيكا وهزيمة كندا في دور المجموعات ، والإطاحة بأبطال العالم أسبانيا في ثمن النهائي ، وإقصى برازيل أوروبا في ربع النهائي .

طريقة لعب منتخب المغرب شبيهة بطريقة الكرة الإيطالية والتي اشتهر من خلالها "الأزوري" بأساليبهم الدفاعية "كاتيناتشو" والتي تعني تكتيك الدفاع المغلق تماماً في وجه الخصم ، وهو أسلوب شاع في كرة القدم الإيطالية لسنوات طويلة، حتى أعتقد الكثيرون بأن الكرة الإيطالية سيئة الى حد ما ، وضعيفة ومملة ولا يوجد بها تشويق وإثارة ، قد لا تجد بها متعة الأسبان ومباريات قوية الرتم مثل الانجليز ، لكن تبقى المدرسة الإيطالية هي الأفضل على الإطلاق .

الطريقة الدفاعية او الأسلوب الدفاعي هي من جلبت كأس العالم للازوري "عام 2006 " في برلين ، كان حينها الفيلسوف مارشيلو ليبي على رأس الكادر الفني وأستطاع بحنكته الظفر بالبطولة ، لم يكن هذا الأسلوب حبيساً للكرة الإيطالية فحسب ، بل إن كثيراٌ من المدربين بدأ تأثيرهم واضحا من خلال تطبيقه ولعل ما أحدثه "اوتو ريهاغل" مدرب اليونان في يورو 2004 ماهو الا دليل على جودة الطريقة الإيطالية التي تبدأ من الاستماتة الدفاعية الى الهجوم الضارب .

صدّرت إيطاليا في هذا الجانب الكثير من المدربين الذين أهتموا بهذه الطريقة التي لا يستطيع مدربو العالم اتقانها مثلما يفعل المدربون الطليان الذين يستطيعون تطبيق "الكاتيناتشو" بحذافيرها لأنهم هم من طورها وأصبحت جزءاً من ثقافتهم الكروية ، أمثال كارلو أنشلوتي ، وماسمليانو اليغري ، وأنطونيو كونتي ، وجيوفاني تراباتوني ، مارتشيلو ليبي ، وكلاوديو رانيري ، وفابيو كابيلو ، جميع هؤلاء صنعوا أمجاداً عظيمة مع الأندية التي أشرفوا على تدريبها حتى باتت اللمسة الإيطالية بفضل هؤلاء هي الأجمل والأمتع .

وها هي اليوم المغرب تسير على خطأ المدرسة الأيطالية وأسلوب "الكاتيناتشو" خلال مشوارها التاريخي في مونديال قطر ، حيث لم يسقبل أسود الأطلس سوى هدف وحيد في مرماهم أثناء خوضهم لـ5 مواجهات كسر عظم في المنافسة لحد الان ، نجح رجال الناخب الوطني وليد الركراكي نجاحاً باهراً في فرض هذا الأسلوب المستمد من أساليب الكرة الإيطالية ، فلم تشفع لكرواتيا قوتها ، ولم تجدِ لبلجيكا عناصرها وأسماؤها الرنانة ، ولم تخدم "التيكي تاكا" الأسبانية منتخب " لاروخا " من بلوغ ربع النهائي ، حتى برازيل أوروبا وفي حضرت الأسطورة كريستيانو رونالدو لم يستطيعوا اجتياز الحدود المغربية .