آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:06م

اليمن ومونديال كأس العالم

الأحد - 11 ديسمبر 2022 - الساعة 11:04 م

ماجد الطاهري
بقلم: ماجد الطاهري
- ارشيف الكاتب


شارك اليمنيون جميع شعوب الأرض المشاهدة والإستمتاع بمونديال كأس العالم للعام 2022م المقام حاليًا في دولة قطر الشقيقة ،وقد جاءت هذه النسخة من مونديال كأس العالم وعشاق الكرة المستديرة في ظل ضروف إستثنائية وقاسية يعيشها الشعب اليمني شمالا وجنوبا بسبب ويلات الحرب المستمرة قرابة عقد من الزمان والتي أكلت فيه الأخضر واليابس وقضت  على كل الأحلام والطموحات وألقت بظلالها نحو واقع مرير يعيشه المواطن المغلوب على أمره وينذر بكارثة إنسانية وشبح مجاعة وشيكة تهدد حياة عامة الناس وبالتحديد الطبقتين المتوسطة والفقيرة ..

ومع هذا الواقع المرير والمؤسف إلّا أنه لم يمنع هذا الشعب الطيب الصابر المجالد من المشاركة والأحتفال بهذا الحدث الكروي العالمي الأبرز لشعوب الأرض، إبتهاجا ومؤازرةً وتشجيعاً للمنتخبات العربية المشاركة بالمونديال، واستمتاعا بمشاهدة لعب منتخبات العمالقة وأساطيرها الكبار ...

ولا أبالغ حين أقول أن هذا الحدث الكروي البهيج كان للمشاهد اليمني بمثابة البلسم الذي يوضع على الجرح فيُهدئ من آلامه وينسيه همومه وأوجاعه،وينقله ولو لبرهةٍ زمنية محددة من حقيقة الواقع المُر الذي يعانيه الى واقع فيه الكثير من المُتعة والخيال الممزوج بالأفراح والآمال  والطموحات .

وفي الحقيقة لكم أنا حزين على دنؤ اللحظات الأخيرة من ساعات رحيل المونديال في الأسبوع المقبل ،وأعتقد انه سيحزن معي الكثير من عشاق المستديرة على مستوى الساحة العربية لفراق تلك اللحظات التي شاهد فيها العلم القطري والتونسي والسعودي والمغربي يرتفع في عموم أرجاء الوطن العربي، وسيحزن على لعدم سماعه تلك الصيحات الممزوجة بالدعوات من قِبَل مُشجعي الشعوب العربية وهي تهتف كلنا المغرب العربي ،وسيحزن لأن عليه أن ينتظر لأربع سنوات أخرى كي يشاهد حدثاً ولا أظنه أن يتكرر بمثله فليس العالم كقطر وليس ملوك وأساطير كرة القدم كـ ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم الكثير من اللاعبين الكبار الذين أشعلوا مدرجات الجمهور بالميادين وخارجها حماساً بتقديمهم لعبا راقياً ومذهلاً في المونديال وخلال مسيرت عطاءهم الكروي..

شكراً لكأس العالم الذي تمكنا خلال أيامه القليلة من أنسيان واقعاً المحزن
وشكراً لكأس العالم الذي وجمع ووحّد قلوب الشعوب العربية وأظهر لنا كمواطنيين أشقاء من أبٍ يَعرُبِي  واحد مقدار أخوتنا ومحبتنا وتعاضدنا فيما بيننا بغض النظر عن اختلافات أنظمة حكّام العرب.
وشكراً لدولة قطر الشقيقة التي أثبتت جدارتها للعالم في إدارة مونديال لم يسبق له مثيل ...
تمنياتنا لمنتخب أسود المغرب الشقيق تحقيق حلم الشعب العربي والفوز بالكأس ...
والشكر لله أولا وآخرا