منحة ومحنة

أتذكر تلك اللحظة التي دخلت فيها الرابط_ وانا بجانب البقالة التي اشتريت منها كرت نت واي فاي_  الذي أرسلتها حينها وزارة التربية والتعليم لكي انظر إلى معدلي في الثانوية العامة، ما أن ضغظت على الرابط وأدخلت بياناتي وانا في قلق من النتيجة التي ستظهر لي ، وماهي لحظات الا وشاشة الجوال تخبرني أن معدل 98.8 من 100،
طرت فرحا بهذه النتيجة، ذهبت مباشرة جريا لاخبر أبي بهذا الإنجاز وانا في نصف الطريق تذكرت ان ابو الزين في مصر، رجعت لجانب البقالة_لاجل النت_اتواصل معه هو وأسامة اخي واخبرهم بذلك.
أنا: السلام عليكم كيفك يا ابو الزين الحمد لله طلعت في الثانوية العامة 98.8 
ابو الزين : ما شاء الله تبارك الله مبارك عليك يا ولدي كلي فخر بك 
أسامة : مبررررروك يا درة الان با يدور لك ابو الزين منحه 
أنا: اكيد قد قال لي اذا المعدل مرتفع با يحاول لي بمنحه في الخارج حتى في أم درمان  ههههههههههه 
أبو الزين: بإذن الله يا محمد با أسعى بكل جهدي عشانك   انتهت المحادثة يومها .

اما انا فقد كنت افكر في اي دولة ستخرج لي تلك المنحه ، هل تركيا ام ماليزيا ام الهند ام مصر واقول في نفس اذا مافيش مافيش مصر أو السودان.

كم كنت حينها احمق عندما علقت آمالي بهذه المنحه وضيقت أبواب حياتي العلمية عليها.

كنت اقول لاخواني بإذن الله سازوركم في الإجازات السنوية وإذا كتب الله لي العمل في البلد الذي سادرس فيه لن أعود وسآخذكم إليها..

مسكين محمد ذاك..

لم يكن يعلم أن المنح التعليمية التي للخارج لا تعطى إلا لابناء اللصوص و السرق والفاسدين  من أبناء مسؤولي دولتنا وقلة قليلة _ بعدد الاصابع_ مستحقة لهذه المنح التعليمية.

الان بعد خمس سنوات من تلك اللحظة

الحمد لله وفقت في دراستي هنا ب جامعة تعتبر الأولى على مستوى اليمن

ووفقت في التخصص الذي كنت أريده

وها أنا الآن في آواخر أيامي لأحصل على شهادة البكالوريوس في قسم هندسة المعدات الطبية

#قصتي_مع_فساد_التعليم_العالي