آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-10:59ص

أسود الأطلس وعدالة السماء

الخميس - 08 ديسمبر 2022 - الساعة 12:54 م

بكري العولقي
بقلم: بكري العولقي
- ارشيف الكاتب


في كل مرة يشارك فيها المنتخب المغربي في نهائيات كاس العالم يقدم أسود الأطلس عروضاً مميزة ومستويات كبيرة وأداءً ممتعاً ، فمن بين جميع المنتخبات العربية مشاركة في تاريخ المونديال ينفرد المنتخب المغربي بتقديم المباريات الكبيرة ضد أكبر المنتخبات العالمية .

حمل المنتخب المغربي آمال وامنيات وطموحات العرب المونديالية على عاتقه بكل جدارة من خلال التأهل التاريخي لدور ربع النهائي للمسابقة كأول منتخب عربي يصل لهذا الإنجاز غير المسبوق ، والرابع في سلم ترتيب المنتخبات الإفريقية التي أستطاعت الوصول لهذا الدور المتقدم من أدوار البطولة الأكبر على مستوى العالم بعد الكاميرون والسنغال  وغانا ،  والان استطاع أسود الأطلس تدوين اسمهم في قواميس العظمة الكروية.

تأهلت المغرب فبكت مراكش فرحاً ، وسعدت مصر وتونس والجزائر ، واحتفلت اليمن ودول الخليج العربي ، وابتهجت العراق والسودان ، وتزينت بلاد الشام باللون الأحمر والأخضر محتفلة بأسود الأطلس ، وأنشدت موريتانيا وليبيا مسرورة بذلك الإنجاز التاريخي الكبير ، وتعالت هتافات الصومال وجيبوتي وجزر القمر ، جميع من هم في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب وشمال وشرق إفريقيا عاشوا أجواء الفرح والبهجة والسرور وهم يشاهدون الأسود المغربية تلتهم الثيران الإسبانية .

في مونديال العرب أبى أسود الأطلس الا أن يكونوا خير ممثل للوطن العربي ويرسموا السعادة في وجدان الشعوب العربية التي أنهكتها الحروب وأتعبتها الأزمات وفرقتها التوجهات ...، سطّر رجال المدرب الوطني وليد الركراكي ملاحم بطولية منذ الوهلة الأولى عندما تعادل أسود الأطلس مع وصيف العالم الكروات ، وانتصر الأسود على ثالث العالم بلجيكا ، والأنتصار أيضاً على كندا ، وتحقيق الحلم ببلوغ دور ربع النهائي بعد إقصاء أبطال العالم الأسبان  ، شعر المتابع بأن المغرب ستذهب بعيداً في هذه النسخة الاستثنائية من بطولة كاس العالم .

ها هي المغرب تزاحم منتخبات أوروبا العتية ، فرنسا وكرواتيا والبرتغال وانكلترا وهولندا ، وتحضر بقوة بجانب المنتخبات اللاتينية الكبيرة ، البرازيل  والأرجنتين ، ويبقى تحقيق لقب كاس العالم هو الحلم الكبير الذي يراود جميع المنتخبات العالمية ، ولن تكون مهمة المنتخب العربي مفروشة بالورود في حضرة عمالقة الكرة العالمية بل تكاد تكون صعبة وشبه مستحيلة، فلقب بطولة كاس العالم كعادته حكر على منتخبات قارتي أوروبا وأمريكا اللأتينية ولم تستطع أي قارة من قارات العالم التتويج بلقب البطولة ، وها هم أسود الأطلس يقعون اليوم بين مطرقة الأوروبيين وسندان اللاتينيين على أمل تحقيق معجزة تاريخية .