آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:45ص

شفافية عدنان ..!

الخميس - 08 ديسمبر 2022 - الساعة 11:44 ص

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


 

* تابعت الحوار الجريء الذي أجرته قناة عدن المستقلة مع المهندس (عدنان الكاف) بصفته وكيل محافظة عدن و رصدته (الأيام) بمنتهى المهنية، بكل حواسي و جوارحي، و الحمد لله أن متابعتي له كانت ذا جدوى أفضل من جدوى متابعة مباراة إنجلترا و السنغال في كأس العالم
* حوار نادر فيه من الصراحة ما يغري و من و الوضوح ما يكفي لفك طلاسم ما يحدث لعدن، مما دفعني إلى قراءة رسائله المباشرة دون الحاجة إلى الاستعانة بقرون الاستشعار. 
* استمتعت بهذا الحوار الشفاف مع قيادي يزن الأمور بخلفية اقتصادية و سياسية لها ذكاؤها و نهجها و فطرتها، و كنت على ثقة أن رجلا وقورا مثل (عدنان) سيضع النقاط فوق و تحت حروف الحقيقة. 
* يمكنني هنا رفع القبعة للمهندس (عدنان الكاف) الذي خالف دبلوماسية القيادات و أعرافها و آثر أن يكون صريحا واضحا مع قضايا تمس حياة المواطن من دون أن يمسك العصا من المنتصف كما يفعل بعض المهادنين.
* مبعث إعجابي بالحوار مع (عدنان الكاف) أننا فعلا كنا في حاجة إلى نقاش شعبي يزيل الغبار عن الحقيقة ويضعها بكل منغصاتها و آلامها أمام المواطن.
* و لعل الباشمهندس (عدنان الكاف) بأخلاقه و أمانته و نقاء سريرته و صفاء حضرميته ضاق ذرعا بما يحدث من تهميش للسلطة المحلية بعدن، فقرر في لحظة كبرياء تحرير العقول من كل هذا الفجور في التعاطي مع الله و مع الناس.
* يعلم (عدنان) بلا شك بحكم حاسته السياسية الرفيعة و خلفيته الاقتصادية الرزينة أن مواسم الفجور امتدت لتشمل كل القطاعات و الخدمات في عدن بالذات، و هو أمر يوضح هوشلية التشابك و التضارب الواضح في المناصب و في الأهداف الخفية لحكومة تلعب مع المواطن لعبة العصا و الجزرة.
* من كلام (عدنان) عن ملف الخدمات و ما يصاحبه عادة من عمليات تأويل لا تخلو من الهمز و الغمز و اللمز السياسي اكتشفت أن هناك من الوكلاء من وضعهم نظام (الغاب) تحت باطه في عمل يوضح الأسباب الموضوعية و الذاتية التي استدعتهم للسير على منهج (أنا أزيد إذن أنا موجود) مع الاعتذار لذلك الفيلسوف الذي اعتبر التفكير دليل وجود.
* بدأ لي (عدنان الكاف) و كأنه يحاول إخراج الحقيقة من متاهة صراع بعد أن احتار دليله و هو يبحث عن الإيمان و الفقه و الحكمة التي اغتالها من يدعون رقة القلوب و لين الأفئدة.
* و عندما يقول (عدنان) بالفم المليان إن الحكومة انشغلت عن توحيد الجبهة الاقتصادية بالاستيلاء على مهام السلطة المحلية بعدن، فهذا مؤشر خطير يفضح فرسان البطن التي لا تشبع و النفس التي لا تقنع. 
* و إذا كانت التنمية تتغذى من شريان الإيرادات فإن المغطى الذي بات مكشوفا يضع الحكومة في فوهة بركان عدن، على اعتبار أن محافظات ذات ثقل اقتصادي كمأرب مثلا ترفض التوريد إلى البنك المركزي بعدن لغرض في نفس يعقوب، فينتقل العبء الاقتصادي كله على كاهل عدن المسكينة.
* (عدنان) كشف المستور عن الكهرباء، و حسنا فعل عندما وصفها بأنها (ثقب أسود) يبتلع كل من يقترب من إصلاح منظومتها، و الحليم هنا يفهم بالإشارة. 
* دعوكم من كلام (عدنان) الشفاف عن المياه و التنمية و التعويضات و الميناء و البسط العشوائي، وركزوا فقط على أن الحكومة اختزلت عملها في اختراق السلطة المحلية بعدن و البسط على مهامها، على أساس أن بعض وكلاء الغفلة الذين جاءت بهم الأهواء السياسية و النزاعات الحزبية لا يفهمون القانون و لا يقرؤونه، و بالتالي عندما يكون المسؤول المحلي جاهلا بالقانون يختلط حابل غرائزه الحزبية بنابل الوفاء بمهام المسؤولية تجاه المواطن.
* خلاصة الخلاصة:
المهندس (عدنان الكاف) بلغة هادئة مهذبة و واضحة سمى الأمور بمسمياتها، و ركل كرة النار إلى ملعب من يدعون وصلا بعدن، فهل من رد فعل يوقف حكومة العبث عند حدها؟