آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:39ص

الإبتزاز الإلكتروني و آثاره على المرأة والمجتمع

الأربعاء - 07 ديسمبر 2022 - الساعة 09:59 م

فواز الحمادي
بقلم: فواز الحمادي
- ارشيف الكاتب


شهدت الآونة الأخيرة إنتشار واسع لعمليات الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي 
كنوع من الضغط  للحصول على منفعة ما  وقد تخشى الكثير من النساء التصرف بطرق قانونية خوفا من نظرة الأهل والمجتمع بالنظر إلى العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعنا 
كما أن الدور الضعيف للأجهزة الأمنية المعنية سببا آخر في عدم الابلاغ عن حالات الابتزاز ويمكن أن تتعرض الفتاة للابتزاز بطرق عدة نلخص جزءا منها في هذه المقالة كالتالي :
* ذهاب المرأة بالهاتف إلى محلات الصيانة لإصلاح خلل ما فيكون المهندس غير أمين فيقوم بنسخ كل مافي الهاتف ومن ثم التواصل فيما بعد مع المرأة وابتزازها بما أخذه من هاتفها .
* الهكرز وهو مبتز متنكر يخفي هويته حيث يستطيع الولوج إلى بيانات  الضحية من خلال إرسال رابط أو صور أو فيديوهات وبالتالي تتسرع الضحية في فتح هذه الروابط المجهولة فيتسلل إلى الجهاز ويتحكم في محتواها 
*ضياع الهاتف أو سرقته أو بيعه فيقع بأيدي غير أمينة تقوم بإستغلال ما فيه من صور وفيديوهات لإبتزاز مالكة الهاتف فيطلب منها أما مبالغ مالية أو اقامة علاقة غير شرعية أو غيرها.
ويعد الابتزاز الإلكتروني تحديا خطيرا ويعتبر أحد إفرازات ثورة التكنولوجيا الرقمية الآخذة في التطور يوما تلو الآخر لاسيما أنه لا يتطلب المزيد من الأدوات أو التخطيط الدقيق لاصطياد ضحاياه حيث يحتاج المبتز إلى صورة أو مقطع مصور أو حتى معلومة في إحدى منصات التواصل الإلكتروني لينسج بعد ذلك فصول جريمته التي يدر من خلالها أموالا كثيرة عبر طرق وحيل الابتزاز الإلكتروني المتعارف عليها في عالم المبتزين.

تعد الصور والفيديوهات أهم وسيلة في يد المبتزين يأتي بعدها الصوت ومن أسباب الابتزاز تهاون بعض الفتيات والنساء في إرسال صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حفظ صورهن في ذاكرة الجوال وعدم إزالتها عند بيع الجهاز فيلجأ المبتز عند عثوره على صور إحداهن إلى الضغط عليها وابتزازها وإلا فضحها بما يملك من صور أو أصوات فإذا ضعفت أمامه ورضخت لمطالبه وخرجت معه قد يقوم بتصويرها في أوضاع ربما مشينة ويزداد تهديده لها فيطلب من الضحية الخروج معه مرة أخرى وهكذا بل ويزداد الوضع سوءا بأن يطلب منها إضافة إلى خروجها معه أموالا وإلا فضحها

خطورة الابتزاز الإلكتروني و تعتبر جريمة الابتزاز الالكتروني من الجرائم الخطيرة التي تشكل تهديدا على أمن المجتمع بالإضافة إلى تأثيرها على الجوانب الاجتماعية حيث تؤدي إلى التفكك الأسري وحدوث المشكلات التي تؤدي إلى وقوع الطلاق وفقدان الثقة داخل الأسرة الواحدة وصولا إلى  الآثار النفسية كالقلق و الخوف الاكتئاب وتتميز هذه الجريمة بصعوبة إثباتها لأنها من الجرائم الحديثة وان الفاعل فيها يستخدم التكنولوجيا الحديثة في ارتكاب جريمته ونرى أنه من الضروري أن يصار إلى تشديد العقوبة على هذه الجرائم وإصدار تشريع خاص بها والتأكيد على تطوير أساليب البحث عن الجناة لخطورة هذه الجريمة على المرأة المجتمع ككل

الوقاية وحماية الخصوصية


يتطلب التصدي لجرائم الابتزاز الالكتروني لجهد كبير يتناسب وحجم الجريمة وتأثيرها على المجتمع ويمكن تلخيص بعضا منها كالاتي

1_ إقامة حملات إعلامية مكثفة لتغطية الموضوع ونشر ثقافة حسن التعامل مع برامج التواصل الاجتماعي

2_ الضغط على الجهات الأمنية والقضائية للقيام بواجبها في ضبط المبتزين وانزال أقسى العقوبات كي يكونوا عبرة لغيرهم وللحد من التلاعب بسمعة الآخرين واقتحام خصوصياتهم

3_ مساندة الأسرة والمجتمع لمن تتعرض للابتزاز  والوقوف بجانبها وعدم الرضوخ لمطالب المبتز

4_ تجنب مشاركة معلوماتك الشخصية والصور والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي

5_ تشجيع الفتيات على دراسة تخصص صيانة الموبايل في الجامعات أو إقامة دروات تأهيلية لهن في هذا المجال .