آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:02ص

مسار التيه وازمة الحل

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 03:45 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


الواقع العام لسبع سنوات من الحرب في اليمن يكشف لنا أبعاد أخرى مغايرة لكل الاستنتاجات التي وقعنا في افخاخ البحث عن تفسيراتها ودوافعها ونتائجها طوال كل تلك السنين الماضية من عمر الحرب التي لم تضع أوزارها.

هناك حرب أخرى لانراها أو بمعنى أدق هناك حرب أخرى لم نصل بعد لمدى ابعادها واهدافها البعيدة كل البعد عن كل الطروحات والآراء والمواقف التي خضنا في معمعان فوضاها الوحشية والمخملية على حدآ سواء.

ومابين الحرب التي نراها والحرب التي لانراها هنالك خيط رفيع من الحقائق والحسابات والاحتمالات الخفية غير المعلنة والتي لاشك ولاريب أنها تأتي أكلها وتمضي في الاتجاه المحدد لها منذ اندلعت الحرب في ضل تضخم حالة التيه وانسداد أفق الحل.

ولم تفلح كل المبادرات والحلول ولم تنجح كل جولات المفاوضات أكانت المفاوضات الشاملة أو المفاوضات الجزئية في كل مراحل وتحولات الحرب المستمرّة على أشدها وبكل حيثياتها ومعطياتها وتناقضاتها المفهومة واللا مفهومة.

ومن الواضح أننا أمام فرقاء حقيقيون لن تجدي معهم كل محاولات التوصل لحل نهائي وشامل كما وأننا أمام رعاة إقليميون ودوليون من الواضح والمؤكد بأنهم يتحكمون بالمشهد ويديرون كل اطراف الصراع.

ولايتضح جليا ماهي الاجندات أو فلنقل ماهي"القواسم المشتركة"التي من الممكن أن تشكل التصور النهائي لإنهاء الحرب بين الرعاة المتحكمون والفرقاء المتصارعون.

ولكن ماهو متعسر على الفهم ومستعصي على الوصول لنزر نسبي من التوقع والذي قد يتمخض عن التوافق على خارطة الحل المفقودة يكمن في تمدد حالة التيه ذاتها.

وبمعنى أكثر وضوحا لم يعد تفاقم حالة التيه مشمولا بالفرقاء وعلى مايبدو بأنه تمدد ليشمل المتحكمون بادارة الصراع على ضوء المستجدات الناجمة عن بعض التغيرات الطارئة بين الحلفاء الإقليميون والحلفاء الدوليون.

وهذا في المقابل يعني أن استمرار الحرب يبدو الخيار الأكثر ترجيحا طالما وأن جميع الأصلاء والوكلاء متفقون على تمديد وتضخيم واقع التيه والزج به في أتون حرب قد يتسبب تيهُها في تيه أكبر من التيه الذي جعلوه مصيرا لشعب تاريخه يقول بأنه أول من صنع مسار التيه في التاريخ.