آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

لماذا ثورة صالح ترعب الحو-ثيين وتقض مضاجعهم بعد ست سنوات من استشهاده ؟

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 01:50 م

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


رغم فشل ثورة 2ديسمبر عن تحقيق القضاء على الحوثي والتخلص منه والتي انتهت بمقتل صالح الرجل القوي الذي قاد اليمن طيلة ثلاثة عقود بحنكة ومهارة عالية وهو القائل إن اليمن لا يمكن لأحد حكمها ما لم يكن له دراية بمداعبة ثعابينها والرقص معهم. وهو تشبيه دقيق لنظام الحكم في بلد لم تستطيع أي قوة التفرد بحكمه لسنوات طويلة دون الإطاحة بمن يحكم اليمن مع أول منعطف خطير يصيب حاكمهم  بالضعف .

مقتل الرئيس الاسبق صالح على يد مليشيا الحوثي وسعيهم  التخلص من الخصم القوي والتفرد بحكم صنعاء لم ينهي مخاوف الحوثيين فمازال شبح صالح يلاحقهم ويسكن الرعب قلوبهم في ظل تزايد شعبية والنظر إلى حقبة صالح بأنها الحقبة الذهبية مقارنة بنظام الحوثي الذي احال حياة اليمنيين القاطنين تحت سلطته إلى جحيم .

رحيل الرئيس صالح عن الدنيا لم ينهي اسطورة الرجل ولم يتمكن الحوثيين من إحالته إلى ماضي فمازال الشارع يذكرهم بنظامه ويشعرهم بالتحسر عليه وينظر إليهم بأنهم للعنة حلت على اليمنيين وهو ما يثير مخاوف المليشيات التي تدرك أن بقائها بالسلطة مرهون بمدى قدرتهم على إرهاب  الشعب.

وإذا تجاوز الشعب  الخوف من القبضة الامنية   فمصير الحوثي تدوسه أقدام  شعب ينتظر الفرصة لينتقم لنفسه وهو ما يجعلهم يعدون العدة وينشرون مليشيات هم مع قدوم 2 ديسمبر من كل عام .

وبغض النظر عن رؤية البعض لنظام صالح إلا أن صالح ظل مهيمنا على غالبية الشعب اليمني بكل مكوناته دون منازع رغم مرور ست سنوات على استشهاده فكل من جاء بعده فشل بملء الفراغ الذي خلفه رحيله عن السلطة  وهو ما جعل منه اسطورة يصعب على المليشيات الحوثي  اقناع اليمنيين بأنهم البديل الافضل وفقد عبدالملك الحوثي نيل حب جماهير صالح وخصومه التي اعترف اغلبهم ان خصومه صالح لهم بشرف ولم يتعامل مع خصومه من خلال الترهيب والقمع ولم يصادر منازل خصومه بقدر سعيه لتقريب لمن يريد التقرب منه ليقول بعضهم خصومه صالح تنافس سياسي لا قمع ولاتكميم ولا مصادرة الصحف ولا اعتقالات ٠بالجمله

 فالحوثي يعلم أنه لا يحوز على قبول الشارع ولم يتمكن من اختراق قواعد صالح وإن كان هو من يحوز على السلطة فإنها سلطة هشة لا قواعد لها ولا يمكن حمايتها في حال تسلل الضعف إلى صفوف قيادته  او رفع عنهم العطاء الدولي والدعم الإيراني .

سيظل تخليد الثاني من ديسمبر علامة مخيفة تلقي بظلالها على الحوثيين لكونها تمنع نسيان جرائم الحوثي وتزيد من حجم الكراهية له وهو ما يعد انتصارا حقيقي لصالح مؤكدا مقولة شهيرة يرددها الشيعة انتصار الدم على السيف وهي مقولة تضع صالح بمثابة حسين آخر لما لها من تشابه مثير للجدل فمقتل الحسين على يد بني أمية لم ينهي ثورته وإنما عمقها وعزز مبادئها ليحال دم الحسين إلى هاجس يهدد استقرار دولتهم لتسقط  تحت مبرر الثار لدم الحسين وهو ما يخيف الحوثي سقوط  دولة  تحت نفس المبرر ويكون مصيرهم.كمصير من بقي من بني أمية على يد السفاح  العباسي