آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:46ص

قنبلة المسجد.!

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 01:40 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


في سابقة خطيرة حدثت على أرض حضرموت كنّا نقرأ أو نسمع عنها أو نشاهدها عبر وسائل الإعلام في بلدان أخرى تنأى عنّا كباكستان أو أفغانستان أو العراق أو على يد الحوثيين في شمال الوطن أو غيرها من مناطق الصراع الساخنة.

أسلوب القتل الجماعي بإلقاء القنابل أو المتفجرات الذي حدث عندنا في حضرموت شيء دخيل علينا وينذر بكارثة ماحقة إن قلدها الآخرون ممن استبدّت بهم روح الثارات القبلية وإرادة الانتقام. 

أو إن استغلها من يشعلون الحرائق ويذكون نار الفتن بين القبائل لخلخلة الأمن أو اصطناع واقع مليء بالعنف والإرهاب.

إلى الآن بلغت ضحايا المسجد الذي ألقيت فيه قنبلة أثناء صلاة جمعة يوم أمس بمديرية يبعث في مسجد ( الزيار ) في منطقة وادي حول إلى سبعة قتلى وعشرات الجرحى من الرجال والأطفال التي تفاوتت حالتهم بين الخطيرة والحرجة والمستقرة .

إنه لشيء يدعو للقلق والخوف أن ندخل في منعطف خطير تجاوزت فيه ثقافتنا السلمية أخذ الحقوق من خلال الاحتكام إلى القانون والمحاكم والطرق الرسمية إلى الانسياق وراء تصفية الحسابات وأخذ الحق بالعنف والقتل العشوائي بأسلوب همجي داعشي.

حتى فيما مضى من زمن سادت فيه روح الثارات فإن أخذ الثأر كان يجري بأسلوب أقل عنفاً وضحايا بأخذ ( الطارف ) من الخصم دون المساس بأرواح الكثير من المظلومين.

وبرغم ذلك تسيدت مفاهيم ومبادئ جعلت الحضارم يمقتون تلك الممارسات البغيضة ويميلون نحو السلم والاحتكام للقانون.

لا ينبغي علينا التواري خلف جُدُر الصمت والسلبية والاكتفاء بالمشاهدة والاطلاع .. بل يتوجّب علينا مطالبة السلطات الأمنية أن يكون لها الدور الأبرز في وقاية المجتمع من هذه الأحداث ..

 لا مجرد إصدار بيانات أو إجراء رتوش من العلاج السطحي فـ ( الوقاية خير من العلاج ).