آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

((القضية العدنية)) ليست قضية إعانة شهرية او سلة غدائية

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 12:17 م

عبدالكريم الدالي
بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب



  
معاناة القضية العدنية اكثر مرارة والم بسبب  مساعي البعض في توظيفها لأهداف ومصالح انتهازية ضيقة مرتبطة بولاء حزبي او ايديولوجي او كلاهما لتحقيق مصالح شخصية نفعية أنانية ، وتبرير ذلك بكلام ناعم وتبريرات سطحية وشطحات من الاسهال في الالفاظ البعيدة عن الحقيقة ، كلام ظاهره طيب وباطنه خبيث ،  تلك  هي السمسرة للتكسب  من القضايا المصيرية للاوطان والشعوب في سوق النخاسة ، فيجعلوا من القضايا المصيرية كلمة حق يراد منها باطل ، بدون احترام لعقول الاخرين ، الا ان هؤلاء النفر  يغردون خارج السرب ، فمنهم من يغرد بعقلية الخضوع والخنوع ، والآخر يغرد بعقلية اجترار الماضي بفكره الشمولي وكلاهما تجمعهما الانتهازية والنفعية والسعي للتكسب على حساب الأوطان وقضاياه المصيرية  ، الا ان غالبية العدنيين متمسكين بعدالة قضيتهم رافضين  التكسب على حساب قضيتهم ، لذلك فهم ممكن يختلفون ويتباينون في وجهات النظر في أمور كثيرة  من القضايا الا ان الاختلاف والتباين في وجهات النظر لايفسد للود قضية  ، الا انهم لا يمكن يسمحوا ان تكون القضية العدنية ( أرض شعب هوية ) حصان طروادة لاحتواءها والتهامها تحت أي مسمى لصالح كيان او حزب سياسي اوجماعة اوشخص لغرض افراغها من مضمونها السياسي كقضية سياسية من الطراز الأول باعتبارها قضية ارض وشعب وهوية ، وتحويلها إلى قضية البحت عن إعانة شهرية او سلة غدائية او حقيبة مدرسية مستفيدين من نتائج سياسية تجويع شعب عدن الغير معلنة  ، فالقضية العدنية (أرض شعب هوية) أغنى وأشرف واعز من الاعانات الشهرية والسلل الغدائية والحقائب المدرسية .

فالقضية العدنية قضية ارض شعب هوية كانت أول فصولها بفرض وتطبيق سياسة ترييف عدن وافقار شعب عدن الغير معلنة من فجر اليوم المشؤوم على عدن وشعب عدن 30 نوفمبر 1967م ، وكانت البداية في استباحة واغتصاب عدن أرض وثروة تحت مسمى عاصمة  ،  وحرمان شعب عدن من حقوقه السياسية والمدنية وحقه في ادارة مدينته وفي السلطة المركزية والثروة والأرض والسكن والوظيفة  ، ونهب وسرقة املاكه وامواله بذريعة قانون تاميم ظالم جائر  واغتيال واخفاء وتشريد الكثير ، ومن بقى كان  حرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية ، وهوية مورست ضدها سياسات واساليب متعددة لطمسها ونكرانها وعدم الاعتراف بها   .

لهذا بعد كل تلك المظلومية والمعاناة والظلم والبغي والطغيان والعنجهية والعنصرية ضد القضية العدنية أرض شعب هوية  ،  لا يمكن السماح بممارسة اي اساليب لافراغها من مضمونها السياسي كقضية أرض شعب هوية وتحويلها إلى قضية تسول وارتزاق وتكسب ، ومطالبة باعانة شهرية وسلة غدائية وحقيبة مدرسية ، واليوم من حق عدن ان تطالب  الاعتراف بريادتها ومدنيتها وخصوصيتها التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واحترام هذه الخصوصية  ، ومن حق شعب عدن ان يستعيد حقوقه السياسية والمدنية وحقه في ادارة مدينته وفي السلطة والثروة والأرض والسكن والوظيفة ، ومن حق الهوية العدنية الاعتراف بها واحترامها  ......  الا انه لن يكون احترام خصوصية عدن واستعادة حقوق شعب عدن وانصاف الهوية العدنية الا بتطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن من العام 1967م إلى يومنا  .
             فهل انتم فاعلون ??? .
          
عبدالكريم الدالي