آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:18م

اليمن فساد أم تصحيح مسار الدولة

السبت - 03 ديسمبر 2022 - الساعة 12:11 م

د.باسم المذحجي
بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب


لماذا يتربصون بمشروع بناء الدولة في اليمن؟ لماذا خيبة عدم القدرة على إعادة بناء الدولة هي لسان الحال؟ الجواب بكل بساطة لأنها دولة بلاهيبة، وعندما تفتقد الدولة للهيبة فسينخرها الفساد في كل مكان، بالداخل أو الخارج،

ثمت حققنا نجاح في تجميع أجزاء الدولة، لكن مع الأسف لم نتمكن من توحيد الوعاء الإيرادي، وهنا تكمن المشكلة التي تسهم في تغول الفساد.

المرحلة المقبلة هي مرحلة الاستحقاقات الداخلية، وجزء من الحل يتمثل في اتخاذ حزمة من القرارات، والإطاحة بكل المسؤولين الفاسدين، وتوحيد جميع  الأوعية الإيرادية في كل مكان، وتوريدها الى خزينة الدولة مهما كانت نسبتها ضئيلة.

لم تعد المشكلة حرب أو طائفية أو صراع سياسي بقدر ما أصبح لدينا فساد،وفقر، وهو أخطر من الحرب والتمزق، بل يتم تغطيته بالصراع على السلطة.

نختصر الحكاية بأنه فساد اقتصاد الحرب، وبات لدينا حرب ضد الحوثي، وحرب أخرى بين أطراف الشرعية  فيها كل طرف ينشر غسيل الآخر، وبإمكان المطلع اللبيب فهم ذلك بكل بساطة، فزوجة المسؤول التي تشتري ساعة رولكس ب ٤٠ مليون ريال يمني، فهل ستحتاج الى إضافة منحة دراسية بكشوفات التعليم العالي.

وفي المقابل ماذا عن مسؤولي الدولة الذين ينتشرون في كل بقاع الأرض مابين سفير، وقنصل ، ووكيل، وقد بلغت أحصائيتهم بالألوف بينما ميزانيتهم التشغيلية  قاربت المليار  ريال يمني.

الموضوع صراعات سياسية ونشر غسيل.

الحق يقال بأن الحوثيين ينهبون المليارات ،ويبنون الفلل والعمارات، ويستثمرون المليارات لكن المضحك المبكي فيهم، بأنه مهما تصاعدت رائحة الفساد وأزكمة الأنوف فلا يوجد من ينشر غسيل فسادهم..

أتعلمون لماذا؟!!

لأنهم يمتلكون هيبة الدولة رغم انقلابهم، ونجحوا في توحيد الوعاء الإيرادي في كل مكان رغم فسادهم ومهما كان قدره ضئيل.

باحث إستراتيجي يمني.